اتساءل احيانا بيني و بين نفسي : لماذا لم يبادر رئيس 25 جويلية الاستاذ قيس سعيد ببناء جبهة سياسية على ارضية "الافكار و المقاربات الجديدة " في الايام الاولى لما سميناه نحن الطوابير الخامسة " انقلابا "؟
لماذا لم يسارع ببناء جبهة التحرر الوطني مع الاطراف السياسية التي تناصره من الاخوة القوميين و الماركسيين اللينينيين و التجمعيين البورقيبيين الذين يريدون استعادة الدولة الوطنية من الرجعية الدينية و البورجوازية القذرة و عملاء الاستعمار من جماعة الديمقراطية الليبيرالية الفاسدة ؟
لماذا لم يعلن هذه الجبهة التي كانت مسنودة في الايام الاولى من القوة الصلبة للدولة و النظم " الوطنية " في العالم و لماذا لم يطلق انصارها في البلاد لاقتحام معاقل الفساد وافتكاك مصانع " البورجوازية القذرة " و اموالها لتوزيعها على الشعب و تحويلها الى شركات اهلية و منشات تشاركية ؟
ما لذي منعه من الاستماع الى مقترحات الاخوة و الرفاق الصادقين الصابرين عليه و الناصحين له بأن يكون قائدهم لتحويل تحالفات تونس الى محور " التحرر القومي و الوطني" من ربقة " الامبريالية " و اعلان التحالف الاستراتيجي لدولة قوى الشعب العامل مع الروس و الصينيين و سائر شعوب العالم المضطهدة ؟
لماذا لم يطلق جماهير التصحيح لاقتحام البلديات و الولايات كما نصحه بذلك مدونوه و انصاره لاعلانها كومونات شعبية للشعب الذي يريد ؟ هل كان معارضوه في الايام الاولى "لانتفاضة 25 تموز المجيدة" يملكون القوة اللازمة لتعطيله و هل كانت القوى "الاستعمارية" قادرة على الصمود في مواجهة خيار الجماهير الهادرة المدعومة من كل دول " التحرر الوطني و القومي " من المحيط الى الخليج ( الخليج خصوصا ) ؟
لماذا لم يخير معارضيه بين الصمت او الانخراط في منابر "الاتحاد الاشتراكي" حزب الجماهير او مغادرة البلاد غير مأسوف عليهم كخونة و كلاب ضالة و جراثيم للحصول على لجوء سياسي ذليل في دول العالم البورجوازي و الديمقراطية الليبيرالية الفاسدة حيث يتم اضطهاد البروليتاريا و الفلاحين الصغار و مصادرة حقوق الشعوب المولى عليها ؟
لماذا لم يستجب لكل النداءات التي صدرت من اخوة و رفاق عارفين بكيفية استئصال الرجعيين و العملاء و خبراء في قيادة المعارك التي لا يعلو صوت فوق صوتها ؟
يا اخي ما فات شيء اسمعهم و ريحنا و ابعثنا الى بلدان اللجوء و وزع على المواطنين بونوات السميد و الفارينة ثم تفرغ لبناء السد العالي و السور العظيم ....دون ذلك البلاد ستنهار .