في مقطع من برنامج وحش الشاشة على قناة التاسعة سأل السيد سمير الوافي النائب سفيان طوبال عن وجود اسمه في قائمة من سيتم القاء القبض عليهم في وثيقة " الانقلاب بالدستور" الموجهة الى مديرة ديوان الرئاسة من جهات صارت معلومة .
سي سفيان العارف بشؤون الحكم أجاب بالاستغراب مؤكدا ان من يتم القبض عليهم في الانقلابات هم من يمثلون خطرا على نجاح الانقلاب ...و أضاف : ماذا سأفعل انا لو وقع انقلاب ؟ سألزم بيتي طبعا ..اذن ماهو الخطر الذي امثله؟
جواب السيد سفيان طوبال يحدد بالضبط الفرق بيننا و بينهم في العلاقة بهذه الحرية و الديمقراطية اللتين وهبتنا اياهما الثورة رغم محدوديتهما و رغم اننا من غير المستفيدين منهما في الحكم.
اما نحن يا سيد سفيان ...نحن انصار الانتقال الديمقراطي لو وقع الانقلاب فسوف نقف امام دباباته في الشوارع بصدورنا العارية هذه المرة . ليس لأننا نحكم بل لأننا ندرك استراتيجيا ان الصندوق هو الانفع لبلادنا من هوس الانقلاب حتى لو كان الحكم حاليا عندكم و عند تنظيمك كما هو معلوم يا سيد سفيان طوبال و بمباركة من نهضة تبتزونها بين سندانكم و مطرقة "معارضة وظيفية" تخطط للانقلاب و تضع اسمك فقط للتعمية في قائمة المقبوض عليهم لأن الاهم هو النهضة و ائتلاف الكرامة في ترتيب خصوم محرري الوثيقة.
سنقف امام الانقلاب بصدورنا العارية يا سيد سفيان لأننا نعرف تماما ان ثقافة الوثيقة اخطر على البلاد من ثقافة ديمقراطية، حتى لو كانت معطوبة تحكم فيها انت و ستلزم بيتك حين تصبح مهددة ..
سنتصدى للانقلاب فقط لأننا نعتبر على عكس انبياء الانقلاب " الاصلاحي " من اعداء الفساد المزعومين ان ما ربحناه هو ديمقراطية محدودة تضمن على الاقل التداول السلمي على السلطة بالصندوق و تتطور بالرقابة و اجواء الحرية فهي عندنا خير من انقلابات و تلاعب بالدستور و احتكار للحقيقة و زعم للطهرية الشعبوية التي تنتهي غالبا الى الفاشية و هوس استئصال " الاغيار " بواسطة انقلاب فسطاط " الثورة " المختار .
سفيان سيلزم بيته يوم الانقلاب رغم ان استفادته من الديمقراطية هي استفادة حالية ثابتة و نحن سنتصدى للانقلاب رغم ان استفادتنا الحالية منها منعدمة و لكن المؤكد ان استفادة احفادنا من الحرية استراتيجيا مؤكدة ليعيشوا في بلد يكونون فيه احرارا لا يحكمهم فيه " منقذ " او زاعم نبوة لذلك فلا خيار لنا الا دعم الديمقراطية رغم شكلانيتها و عجزنا عن المنافسة فيها معهم الان لانهم يملكون المال و الاعلام بتجمعييهم و انقلابييهم و بحكامهم و معارضيهم .
هذا هو الفرق بيننا و بينهم حين ننحاز الى دعم الانتقال الديمقراطي .
حدود الديمقراطية التمثيلية و عيوبها و مصاعب الانتقال و ضريبته ..هذه مواضيع نعرفها فنحن عارفون بنظرياتها الفلسفية و مستوعبون لتجاربها العملية في كل البلدان ...و ندرك تماما ان مداواة الديمقراطية يكون بمزيد من الديمقراطية لا بعياط الانقلابيين و زياط الفاشيين …
لهذا السبب نعرف انهم يعرفون اننا أخطر على الانقلابيين من سفيان طوبال لأننا بالضبط نفهم مخاطر الانتقال الحقيقية و هي الشعبوية و الوظيفية و الفاشية / وجوها لعملة واحدة …
انقلابيو الوثيقة مستفيدون من الديمقراطية فهم في برلمانها في دوراته الثلاثة منذ بداية عصر الانتخابات الحرة و يريدون الانقلاب عليها . و انتهازيو الحكم يستفيدون من الديمقراطية و يلزمون بيوتهم حين تكون مهددة بالانقلاب و لا يدافعون عنها ...لذلك نخاف على تونس منكم جميعا : حكاما حاليين و معارضين حاليين و لابد للقوة الجديدة من ان تنشأ لنترك تونس ديمقراطية لأحفادنا …