مرت اليوم سنة كاملة على انتصار "الانقلاب الديمقراطي " بفضل انتخابات توجت سنوات ثلاثة من أجواء تتفيه الطبقة السياسية التي عارضت بن علي و تحريف اهتمامات الناس و أمزجتهم و مشاعرهم و تجريم الثورة في سياق الدم المسفوك من "ارهاب" اختلطت فيه أجندات التكفيريين مع ملامح الجريمة السياسية التي تضرب في أوقات فارقة من مسار ثوري و انتقالي متعثر …
سنة كاملة مرت على تاريخ انتخابات كان فيه المال السياسي الفاسد يمر أمام انوف الجميع متبخترا في بلاتوات الاعلام و في صناديق الجمعيات و النقابات المشبوهة و يرشق كما في الأعراس على زنود البلطجية و سقط المتاع ..
سنة كاملة مرت على انتخابات غاب فيها 5ملايين ممن يحق لهم الانتخاب و قرابة المليونين من مرسمين كرهوهم في السياسة و الثورة و برويطة البوعزيزي ..
سنة كاملة مرت على انتخابات حضر فيها الأموات و تم فيها توليد أحزاب من سفاح و انهزمت فيها كل ذاكرة تونس السياسية و الحزبية في سنوات معارضة بن علي…
سنة كاملة مرت على انتخابات رآها الخائفون على البلاد نصرا على الدم و الاحتراب و لكننا نراها نصرا في طعم الفضيحة ..لا نبرئ أحدا و لا حتى انفسنا من خيبة انتقال ديمقراطي ذهب الى حساب الذئاب و الثعالب و مصاصي الدماء .
لا نبرئ أنفسنا بجميع تياراتنا المعارضة لبن علي و لكننا نقول أن الديمقراطية و الاصلاح انهزما أمام خصم كان أبشع مما يحتمله سياسيون كانوا يقارعون خصما ظاهرا واضحا اسمه بن علي فأصبحوا يقارعون بقاياه و من حالفهم : عصابات بلا رحمة لا يرف لها جفن وهي تغتال الوطن و تسقط البناء على رؤوس الجميع .
نقبل بالنتائج و لكننا نتحدى من يستطيع أن ينظر في عيوننا و ينكر أن البلاد في مستنقع قتلة فاسدين عملاء …نصر على استمرار مواجهتهم كما كنا دوما في أحلك فترات بن علي بالقانون و بالديمقراطية و النضال السلمي و لكننا نعرف أنهم أسقط من ان يخوضوا معارك الشرف فهم قد رضعوا الغدر …تحيا تونس.