لم اكتشف الاستاذ الدكتور ايمن بوغانمي يوم ندوة امس فهو صديق اعرف عمقه و تفكيره البناء على امتداد سنوات المقارعة هذه بين النزوع الديمقراطي على قاعدة الثورة و مظاهر الترسكل التنكري للانقلاب و الاجهاض التي تمارسها قوى الردة عن الثورة و الديمقراطية التي تمكنت للأسف و في ظل اختلاط الاوراق و فوضى القيم و انعدام خطوط الفرز الفكري و الاخلاقي من الاختراق و حتى من الانتداب من نخبة الثورة و الديمقراطية و احزابها .....
ما سرني اكثر هو ان اجد صديقي ايمن و رغم اشهر البعد و قلة التلاقي في سياقات الازمة الوبائية ثابتا بعمقه الفكري على نفس الخط و لنجد افكارنا تتلاقى باستمرار في نفس الموقع و هو نصرة الانتقال الديمقراطي كمعركة سياسية رئيسية علينا مواصلة خوضها رغم ما مورس على القيمة الاخلاقية لهذه المعركة من تبخيس و ترذيل عبر تحول جزء من نخبة الثورة و الديمقراطية الى صف التلاقي البائس مع شعبوية الرئيس و فاشية عبير باسم ترذيل الديمقراطية و اعتبارها فاسدة او شكلانية او عميلة او غير منجزة و استثمار قلق الناس لاستهداف مسار الانتقال و استخلاص تعميمات نظرية في نصرة الانقلاب على الحد الادنى من مكاسب التأسيس و هو دستور 2014 ….
ان صمود نخبة وطنية يتم وصمها لأنها تساند الانتقال و تقاوم الانقلاب هو خبر جيد في سياقات التزييف الممنهج للوعي و الكي الدائم له عبر طهرية كاذبة تنتهي شعبوية و وظيفية جديدة خادمة للفاشية …
لا سبيل الى بناء ناجز لديمقراطية وطنية منجزة الا بمزيد من حماية الانتقال نحو الديمقراطية و لا سبيل الى اطلاق مسار الاصلاح المفكك للفساد الا بمزيد التمسك بمعركة محاصرة الاستبداد عبر التمسك بالحد الادنى لديمقراطية الصندوق و استكمال المؤسسات و لا سبيل الى نصرة الشعب الا بخوض المعركة السياسية لتثبيت الديمقراطية و مقاومة النزوع الى الانقلاب عليها .