نقد الفكر اليومي على راي حبيبنا مهدي عامل
ليس عيبا ان نكتشف بأن وضع انتقالنا الديمقراطي يعيش ما نسميه بالأزمات الدورية نظرا لغياب التمثيلية السياسية المتوازنة للمصالح والقوى.. هذا يسمى توازنات الضعف ما يجعل كل مراحل التسوية هي مجرد تسويات ظرفية وهشة …
هذه مراحل عاشتها تجارب انتقال شبيهة ...و لكن عالمنا العربي يعيش في نفس الوقت مسارين: )الانتقال من التسلطية الى توزع النفوذ ( الحرية ) + بناء المجال السياسي ( احزاب و مجتمع مدني ) مع استمرار عوامل و هياكل الوضع القديم ( الايديولوجيا ..الطائفية ...العشائرية ..الانقسام الثقافي ..اللوبيات المالية ...بقايا الدولة الزبائنية ...التشكيلات الوظيفية من احزاب و منظمات الخ ) .....
هذه الثنائية في المسارات يقابلها فقر في التنظير و خلط بين السياسوي و السياسة ...لاشك اننا نتعلم شيئا فشيئا لكن في اجواء من الضغط العالي التي تفرض حماية التجربة : التدخل الخارجي + الاحتقان الاجتماعي و خطر الحراكات الشعبية بلا تنظيمات و قيادات راعية ....تبقى التجربة التونسية التي تم اختيارها كنموذج للرعاية دوليا قادرة على الذهاب بعيدا في اجتراح حلول معقولة لوضع الانتقال العربي اذا تخلصت النخب الفاعلة فيها حركة و تنظيرا من عوائقها المعرفية و اجتهدت اكثر في الجهد النظري الذي يجب ان تعطيه قيمة اكثر من الادارة اليومية للسياسة …
المراهنة الطوباوية على فعل " ارادة الشعوب " دون ترشيد نخبوي هو مجرد مراهنة شعبوية تبينت حدودها بل مخاطرها في الحراكات الاخيرة المسماة موجة ثانية للربيع العربي ...ان تترك نخب التنظير مكانها لتتحول الى مجرد قائلة في السياسة بلغة " صحفية " او " يومية " هذا افضع ما يهدد الانتقال …
مراكز الدراسات الاستراتيجية والكتابة في الفكر السياسي بعقل هادى غير شعبوي هو امر أكثر من مطلوب ...احزاب بلا ثينك تانك تتحول الى عائق للانتقال.