قراءة من زاوية اخرى
التراشق الاجرائي حول مجال الصلاحيات بين قرطاج والقصبة هو مما تتحمله الديمقراطية وليس غريبا حتى على الديمقراطيات المستقرة والعريقة بل هو في رأيي مفخرة للشعب التونسي الذي اصبحت سلطات دولته التنفيذية والتشريعية تشهده وتضعه على بينة من امر حكامه لان هؤلاء الحكام وهاته السلطات تعرف انه هو فعلا صاحب السيادة.
هذا الشعب التونسي الذكي و الصبور و منذ عشر سنوات تاريخ استرجاع سيادته فرض التداول على الحكم عبر الصندوق الانتخابي الشفاف و رفض كل دعوات الانقلاب على " ثورته " و " انتقاله الديمقراطي " .. على عكس ما يصوره البعض فان الشعب التونسي غاضب ربما على الطبقة السياسية وليس على الثورة والديمقراطية ...بل هو غاضب على الطبقة السياسية لأنه لا يراها في حجم الثورة والديمقراطية.
في أحد اسئلة استطلاع للراي مر المحللون والسياسيون مرور الكرام على جواب الشعب التونسي بنسبة بلغت ما يفوق السبعين في المائة عبروا عن رضاهم وتمسكهم بالحرية السياسية والديمقراطية.
يعرف الجميع بمن فيهم " الانقلابيون " الذين عبروا باستمرار عن خيبتهم من ان الشعب التونسي ليس غاضبا لأنه يريد اعادة الاستبداد بل غضبه لأنه لا يرى في الطبقة السياسية الحالية تعبيرا عن الثورة والديمقراطية كما يريدها.
حرص السياسيين حكاما و معارضين ...ديمقراطيين و فاشيين و شعبويين . حرصهم على مخاطبة الشعب واشهاده دوما على مواقفهم دليل على انهم يعلمون بأنه لا سبيل للفوز بالحكم الا عبر ارادة الشعب التي يعبر عنها في الصندوق وهو الاسلوب الوحيد الذي يتمسك به ويدافع عنه الشعب التونسي ...انتهت عهود الانقلاب والعودة الى الاستبداد ...هكذا يقول الشعب الذكي الصموت والصبور ...وهاك علاش الفاشية الانقلابية هابلة.