انصاف الجهلة و البدون سيرة و العميان الاستراتيجيين وضعوا البلاد في المخنقة
اصبح الان اتباع حزام المشيشي و خصوصا من النهضة و ايضا اتباع معارضي هذا الحزام من الشعبوية و الفاشية و الوظيفية يتابعون تعقيدات المشهد الدولي و حراك تحالفاته من تركيا الى امريكا و الخليج وصولا الى افغانستان و ايران .
حين كنا نحيل الى المعطى الجيواستراتيجي و نحاول فهمه و تبين موقع تونس في هذه التحولات و كيف يمكن ان نجعل مسارنا السياسي الوطني متناغما مع هذه التحولات كان كثيرون يستهزؤون او يسيئون فهم تعقيدات هذه التحولات ..
اتابع الان تحاليل المذكورين اعلاه لحركية المشهد الدولي و محاولة فهم الشأن التونسي على ضوئها ...و لكنها في اغلبها تنقع خارج الصحن ....كل يحاول وضع امنياته في هذه الحركية الدولية ليراها دعما لموقفه.
يجب التسليم بأن التوازنات الدولية راعية التجربة التونسية لم تكن راضية على مشهد هش و ضعيف و سلطة عاجزة امام عبث الفاسدين و ذراري طلبة التجمع و صبيانية المعارضة و كانت النهضة اكبر الاحزاب في قلب هذا الضعف لم تتلقف المطلوب فانتهت بلا حول و لا قوة .
نفس هذه التوازنات الدولية تدرك حدود "انقلاب" و تعاملت معه كحدث ( مركب ) يمكن توظيفه في " الرجة " و " الترتيب " و " سنترة الوضع " و " "تنظيف المدخنة" و لكنه ليس خيارا استراتيجيا لتحقيق امنيات غرائز استبداد مفوت تاريخيا …
من يريد ان يكون قوة سياسية لمستقبل تونس القادمة يجب ان يحسن اولا قراءة الوضع المحلي و الدولي و عقله العميق ...ثانيا عليه ان ييأس من القوى السياسية الحالية بماهي قوى في ذمة التاريخ بجميع جبهاتها " الانقلابجية " او المحسوبة على رثاثة المشهد السابق حكما ضعيفا و معارضة تهريج ...بدل اللوجيسيال ستفهم القادم لتكون فيه عنوانا ممكنا اذا اردت …