من ربطة عنق المركز الافل الى " زمالة " الهامش الذي يصوغ التاريخ.. يمكن ان نولول و نندب على مصير " الدولة " هذا الصنم الذي عشنا في كنفه و في كنف الصراع على افتكاكه او تقاسمه باعتبارنا " دولتيين " فنحن تربية سرديات نشأت في عصر " الدولة " و ثقافة " الدولة " ..سنبقى "نخبة سيستام " مهما كنا "ثوريين" ما لم نفهم ما يحدث الان و هنا في كل بقعة من العالم و تونس مركز لهذه التحولات عربيا …
هذه زمنية اخرى بدأت عندما نصبت " الخيمة " (العشة) ذات شتاء 2011 في قلب " القصبة " للمطالبة بتأسيس ثان لدولة كفت عن ان تكون دولة الناس الذين صنعوا استقلالها اواخر الخمسينات ...وقتها جاء الناس الى المركز لا لطلب الخبز فلم تكن ثورة جياع كما زعموا ...جاؤوا لاعادة توزيع السلطة اي ترتيب المجال.. كانت جملة القادمين الى المركز سهلة بسيطة لمن اراد ان يقرأ:
من صنعوا الاستقلال وزرعوا الارض وبنوا المدارس اذن من عمروا المجال يجب ان يقرروا هم من يحكمهم هذا اولا ...كان لابد اذن ان يتصحح الوضع. ان تكون الدولة لهامشها الذي بنى الوطن ...جاؤوا لترتيب الحكم: دستور جديد وانتخابات حرة …
بعد ذلك بدأ العنوان الثاني: توزيع عادل لثروة الوطن ....
كان كل شيء يجري عبر لعبة الرمزيات ...حين دخل البرنوس (المرزوقي) الى قلب الدولة ولول قديم لا يفهم مطالبا بعودة ربطة العنق …
كان ذلك جوهر صراع رمزي بين زمنين ...زمن مركز الالحاق وزمن هامش استكمال الاستقلال ...منذ يومين كانت " كاسكيت " الحداد "غلطة تكتيكية" لان الرسالة تمت بالهامش المستورد من عوالم اخرى..
تلك هوامش " زميلة " و " حليفة " لكن لا نعبر وطنيا برموزها فلكل هامش وطني خصوصية رموزه ( كاسكيت غيفارا و شافيز تبقى امريكية جنوبية ) ....و بسرعة صحح الشباب ...هاهي " الزمالة " الان تعلن خطابها الفصيح ....معركة الرمزيات ...الهامش الذي يفاوض دولة ذهبت اليه ...مؤسف ؟ مفرح؟ انت حر في موقفك مما يجري.. لكن هذا ما يجري.. اقرأ واستخلص …