مغالطات الخطاب وحقيقة الممارسة …
الغرب الليبيرالي هو الان يأخذ بالتفصيل بعد الانقلاب على المسار الديمقراطي ما وجد صعوبة في أخذه بالجملة في عشرية الديمقراطية الهشة ..هل ستجد الديمقراطية حين تعود - وستعود حتما - بقية معقولة من سيادة وطنية حتى تتمكن من بناء المشروع الوطني السيادي الديمقراطي والاجتماعي ؟ هذا سؤال لابد للحركة الديمقراطية ان تجيب عنه منذ الان .
لا أحد يستطيع ان يقنعنا بالخطاب الشعبوي للسلطة وانصارها حاليا من أن ما يتم من تنازلات للغرب الاوروبي يجري تحت سقف السيادة المحفوظة . لقد كان 25 جويلية نفسه قوسا مصنوعا لتمرير كل القرارات الموجعة تحت غطاء خطاب دعائي مزايد يقول عكس ما يتم .
ودليلنا على ذلك هذا الخجل المفضوح في خطاب الاحزاب النصيرة للانقلاب والتي اقامت قصة نصرتها ل 25 على كذبة انقاذ السيادة الوطنية التي اهدرتها عشرية الديمقراطية فهذه الاحزاب تدرك اليوم بعمق ان ما تحقق وسيتحقق للقوى الدولية المتنفذة من مكاسب وتنازلات مع سلطة 25 لم يتحقق لها قبل ذلك .ولذلك نرى الناطقين باسمها وهم يتلعثمون ويمارسون كل انواع الجمباز والشقلبة الخطابية للدفاع على مذكرة تفاهم يعلمون حقيقة المستفيد منها وحجم ضرر تونس منها .
السؤال الان : هل نعتبر ان ما جرى بيد 25 ضارة نافعة مما لو جرى ذلك بيد الديمقراطية ؟ ولكن الأهم من ذلك السؤال هو : هل ان الغرب الليبيرالي سيذهب فعلا بعد التجريف بالحكم الفردي الشعبوي لعوائق اللبرلة لاعادة حق العالم العربي في الحكم الديمقراطي ؟
هذه الاسئلة اهم من فوضى الجدل الخاوي الذي ينبثق احيانا في اوساط انصار الديمقراطية واهم من اضاعة الوقت في مناكفة 25 وانصاره الادعياء .