ديمقراطية الحد الادنى ولا فوضى المغامرين …
الرئيس قيس سعيد يستثمر في وضعية استقطاب وفراغ سياسيين يوفران شروطا ملائمة لغضب شعبي ومغامرات مهددة للمسار الديمقراطي ومكاسب الحرية:
وضعية الاستقطاب التي تشحن وتعبئ اطرافا عديدة مهووسة ايديولوجيا في مواجهة "نهضة " محاصرة ومتصدعة ولا تتمتع حاليا بسمعة جيدة ثوريا في علاقتها بالمنظومة القديمة وجيوب الفساد والاستبداد المتبقي ...تقديرات هذه الاطراف المهووسة ايديولوجيا ان الاجهاز على النهضة بواسطة قيس سعيد وبمساعدة خليج الثورة المضادة والتطبيع وبضمان. سكوت القوى المحمولة سابقا على الثورة و " الديمقراطية " يفتح الطريق واسعا للإجهاز على كل المسار واستعادة تحالف الحكم السابق بين التجمع واليسار الوظيفي الفرانكوفيل ثم التخلص بعد ذلك من الاداة.
وضعية الفراغ السياسي تتمثل في حكومة طلبة التجمع او جناح منهم بوسادة برلمانية متنافرة الحشو وبشبه احزاب متصدعة ولا تبدو قادرة على اثبات نزاهتها فهي كغيرها من مخرجات ساحة سياسية مضروبة بالمحسوبية والقرابة و الارتهان للوبيات. كما تتمثل وضعية الفراغ السياسي في غياب معارضة وطنية حقيقية حاملة فعلا لمشروع وطني قادرة على جذب الناس اليه.
الفراغ والاستقطاب والعجز الهيكلي في غياب المشروع الوطني الجاذب ينمي حظوظ الشعبويات الملبية لغرائز الفاشيين والحاقدين على الثورة والديمقراطية ويفتح الباب للمغامرات الخطيرة التي حتى إذا لم ينجح اصحابها ستكون عاملا اخر للتعفين وتصعيد وتيرة الاحتقان والعطالة وقد تدفع على مواجهات اهلية ترضي المهووسين من عطاشى الدم وأنصار. الحكم الفردي.
الحد الادنى للقوى الديمقراطية المدنية ...الحقيقية لا المزيفة ...ورغم نقدنا لهذا الواقع ...هو التحذير من هذا الهوس المغامر وحماية المسار على علاته ...في مواجهة سيناريوهات المجهول …