منطقيا.. اجواء العمل الحكومي بين المختلفين هي غير اجواء الصراع الحزبي الديمقراطي خارج الحكم.. عادة يكره الفعل الحكومي ورغبة النجاح والانجاز على قدر معقول من التضامن …
ليس مطلوبا منا كمواطنين ولا منهم كأعضاء حكم ان نرفع كثيرا سقوف التوقعات …هناك استحقاقات عاجلة وانتظارات دنيا للناس ولبلاد أرهقها انتقال صعب ومتعثر وسياقات محلية واقليمية ودولية خطيرة وضاغطة …
يجب ان تنجح حكومة الحد الادنى للإنجاز انقاذا للسياسة وللحرية وللأمل المعقود على ثورة وانتقال …. قد يكون لنا ميل غريزي الى النقد والانتقاد والغضب الدائم والسخرية السهلة واعتماد خطابات البوعريف ونحب دائما ان لا يعجبنا العجب ولا الصيام في رجب ونميل بيسر كبير الى ادعاء انتظار وحمل مشاريع التحولات الكبرى الناجزة …
لكن …ونحن في هذا العمر الذي راكمنا فيه ما يكفي من الخيبات واخطاء الطز حكمة …يحتاج الوطن قليلا من تواضع " اصلاحي " جزئي لنتمنى النجاح للحكومة الجديدة ونتفاعل بقدر كبير من الواقعية مع كل خطوة نحو المراكمة …لا أحد منا جميعا يملك القدرة على الانجاز الكامل والثورة الدائمة …. فقط هي محاولات ورؤى وافكار وايديولوجيات حملناها دهرا وبانت حدودها كلها …. دعنا نذهب الى واقعية انتظارات معقولة عوض غضب دائم قد يعصف اصلا بمركب الوطن كله ….
هذا كلام لا يحبه باباصات الحقيقة المطلقة و الجذروية الطاهرة و كبارات الافكار العظيمة التي لا يأتيها التواضع من بين يديها و لا من خلفها …. لكنه كلام سنظل نردده واوهام ممكنة سنعيش بها حتى ينصر الله جماعة " الحق الكامل " ليملؤوا الارض عدلا بعد ان ملئت بالجور حين يفرغون من قصف كل امكانية ان نعيش حتى بالقدر المتواضع من " اصلاحيتنا الخجولة " …. وديما يمشي.