سقط المتاع التجمعي الغادرين بجهاتهم عبر الصبة و الوشاية و الذين لم يكن يسمح لهم صخر و بلحسن تجاوز رتبة رئيس شعبة ترابية او عضو مكتب محلي للشباب باعتبارهم من الجهات المنسية و المهمشة ..
نساء و كهول و شباب الصالونات المخملية ممن كانوا لا "يحبون السياسة" و يكتفون بانخراط التجمع الذي يفرضه عليهم بلطجي الشعبة و نادل الشركة او المستشفى او العمارة و المنطقة التي يعملون فيها و الذين كانوا في اوقات الفراغ مشغولين بالانشطة "المدنية" حول فنون الطبخ و الرحلات المنظمة مع اشباههم من الرقيقين و الرقيقات في النوادي الخاصة التي تستعمل ايضا اثناء الحملات الانتخابية " لصانع التغيير " و نصوص المساندة لسيادته حين تشتد عليه هجمات المعارضة في الداخل و الخارج …
المتزلبطون القدامى في سنين الجمر ممن كانوا في معارضة شبه شبه يحرصون في الصباح و المساء و كل احد على ان يميزوا انفسهم عن " المعارضة الحاسمة " اكثر من حرصهم على التمايز عن بن علي…
هؤلاء بمختلف " رهوطهم " هم الذين توزعوا على احزاب القديمة الظاهرة و على الاحزاب " الديمقراطية " التي انتظرت العسل من مؤخرة " اولاد السيستام " و نصبتهم في قائماتها الانتخابية و مكاتبها القيادية بعد الثورة و اقصت لأجلهم رفاق المسيرة العسيرة ....
هؤلاء اليوم هم من يقررون اليوم مصير الانتقال و يقيمون من يصلح في الهيئات الدستورية و من لا يصلح و من يمكن منحه صك الديمقراطي و التقدمي و الحداثي في استثمار مكرور و رخيص للاستقطاب مع الاسلاميين و الذي يتمعشون منه سابقا و حاضرا و لا حقا ....
هؤلاء " البدون صفة " هم كبار المستفيدين من عهد الاستبداد و هم ايضا كبار المستفيدين من عهد الحرية الذي صنعه الثوار و الديمقراطيون الواضحون في معارضتهم الحقيقية و حرروهم به من منزلتهم الذليلة حين كانوا مجرد انصاف حلوق و اشباه اصوات و وجوه بلا ملامح …