عيون الانتقال التونسي و رعب القديم المتهالك ..
لم يكن عاقل عربي يملك جرأة او جدارة تقديم الدروس للشعب الجزائري و قواه الوطنية المتوزعة بين الشارع او حتى في مفاصل الدولة الوطنية . كل ما نملكه ان نتابع حراكا وطنيا قرأ جيدا دروس ربيع عربي متعثر يفرضه واقع خريف قديم متهالك و تحيطه المؤامرات من كل جانب .
نرقب احداث شعب مكافح يهمنا ان يجد معادلته العبقرية بين ضرورات تغيير عربي اخذ طريقه بلا عودة على طول وطن عربي انهكه الاستعمار و نظم رسمية استنفذت اغراضها و انتهت صلاحيتها و بين استقلال عربي و مقاومة متيقظة لكل مظاهر التآمر و حرف مسارات الشعوب عن طريق تحررها الشامل وطنيا و ديمقراطيا .
ما يهمنا كتونسيين في مهد ربيع العرب الذي تواطأت على ثورته الام قوى خارجية حاقدة و قديمة مستعصية عن قبول سنن التاريخ هو ان الحراك الجزائري بقطع النظر عن تفاصيله و حقائقه التي لا نزعم معرفة شاملة به سيكون نفسا جديدا يمنحه القدر لقوى التغيير الوطني العربي و صفعة اخرى على مؤخرة القديمة التونسية العنيدة و العائدة في شكل مأساة و مهزلة بأذنابها و أذرعها المكابرة و المتشظية و المتمترسة وراء وقاحة و جرأة غريبة و شجاعة مستعادة تتطاول على الثورة و مخرجاتها بعد ان اختفت في الاشهر الاولى من مرحلة " السفساري " اثر الثورة لتعود بعد سنة و بعض اشهر من هروب المخلوع في اجواء الدم و الرعب المصنوع و الاستقطاب المزيف الذي احسنت غرف المؤامرة صياغته امام ارتباك و ارتعاش او خيانة بعض من القوى الجديدة التي انصفتها ثورة الحشود …
حراك الجزائر و جدل الشعب و نخبته دفعة اخرى لمسار عصر الشعوب و مهما كانت حقائق الحراك و مخرجاته فهو هدية السماء و التاريخ للشرفاء و مغص بطون للقديم المرعوب و المرتبك في تونس الثورة المغدورة التي يتجرأ فيها اليوم سقط متاع الاستبداد و الفساد على الشرفاء في اخر رقصات الدجاجة المذبوحة ….حفظ الله الجزائر و المجد للشرفاء الذين سيصوغون رغم كل شيء معادلة الجزائر الاصيلة و الجديدة بما يقررونه هم انفسهم من قوى متنوعة و تعددية تحت سقف الوطن و مصلحة الامة .