النهضة بأسلوب الغنوشي تعتبر ان المرحلة تقتضي التفاوض على كامل المشهد السياسي في الخمس سنوات القادمة و ليس فقط محور الرئاسية و بطبيعة الحال من ضمن ذلك موقعها كحزب ...جوهر الاسلوب هو ابرام تسويات مع من تعتبره مربعات النفوذ السياسي بالبلاد اي " المنظومة " او اقوى الاجنحة فيها و المنظمتين الاجتماعيتين الاكبر للعمال و الاعراف مع الاخذ بعين الاعتبار للرضى الاقليمي و الدولي للقوى الاكثر حضورا في الشأن التونسي …
كانت خماسية 19/14 رغم اضطراباتها نتيجة هذا الترتيب و الغنوشي يقدر ان 24/19 هي خماسية انتقالية اخرى لا تبتعد كثيرا عن الاولى و ان كان يجب ان تتجه الى " الانجاز " وطنيا و تتم ما يسميه باندماج النهضة في الدولة .
لكن من ابرز مصاعب الترتيب هو غياب " المخاطب الوحيد " في " المنظومة " و تباين التقديرات المختلفة للمتدخل الدولي بالاضافة الى صعوبات " الضبط الانتخابي " للصندوق مع تصاعد قوى " اخرى " من رحم المنظومة و حولها فضلا عن تنامي " وجهات نظر اخرى " في تقييم " اسلوب الغنوشي " و تباين تقييم " حصاده " داخل حركة النهضة و تصاعد الطموحات او مشاعر " الشك " في علاقة بمستقبل الحزب في افق المؤتمر 11...مع سياق اجتماعي تونسي تعمق فيه الانقسام و تصاعد الاحتجاج المكتوم على مخرجات المسار بقطع النظر عن التباهي ب" سلاسة " الانتقال الديمقراطي …
جوهر المرحلة الراهنة هو هذه " الحيرة النهضاوية " و " الارتباك في قلب دار المنظومة " و تردد " عقل الدولة " في حسم ملامح الخماسية القادمة …
خارج فسطاطي " الحيارى " و " المرتبكين " لا تبدو قوى " المعارضة " المصممة و الحاسمة قادرة على الاستفادة من ذلك لتكون بديلا ممكنا قد يفكر فيه "عقل الدولة " و " القوى الراعية " لضخ الدم و الضغط على قوتيه الاثنتين الحائرة و المرتبكة …
الخماسية القادمة تبقى اذن " مشروع ترتيب " كل ساعة و علمها الى الساعات القليلة قبل فتح اول مكتب اقتراع ...سياسة الوقت .