هناك اطراف سياسية تقف في منطقة وسطى على اساس مساندة "نقدية" للانقلاب و هذا مفهوم في سياق الصراع مع خصمهم الايديولوجي النهضاوي الذي يمثل العمود الفقري لمشهد 24 جويلية الذي يقف في مقابله الانقلاب و يعد ضمنيا بتصفيته ...
المثير للاستغراب هو عدد من النوفمبريين او غيرهم من تيارات سياسية و اعلاميين و محللين و اكاديميين و مثقفين محمولين على النظام السابق او لهم به علاقة موضوعية حين كانوا جزءا من معارضته الوظيفية السرية او العلنية ..هؤلاء يساندون بشكل مطلق الانقلاب و يدافعون عليه بل و يشتغلون له كمفسرين و ناطقين شبه رسميين باسمه و منهم حتى "ثوريين" سابقين كانوا في احزاب معارضة راديكالية او في احزاب شاركت في الحكم بعد الثورة رغم اننا نعلم في الظاهر ان قيس سعيد لا يستشيرهم و لا يشركهم بل هو في عداء جذري مع المشهد الحزبي او السياسي التقليدي الذي ينتمون اليه .....
السؤال هل للانقلاب غرفة اخرى غير التي نراها رسميا في قرطاج ؟ و اذا كانت هذه الغرفة موجودة فهل هناك اتفاق ضمني بينها و بين محيط الرئيس لدعمه اعلاميا و الدفاع عنه و التحدث باسمه بشكل غير رسمي ؟ هل ان هءه الغرفة هي المسؤولة على هذا الخط التحريري للإعلام التونسي الواقف في منطقة وسطى اكثر ميلا لدعم الانقلاب ؟
بعبارة اخرى اليس ادعاء السيد نوفل سعيد ان 25 جويلية يقف على ارضية 17 ديسمبر هو مجرد وهم لدى السيد نوفل في حين ان الارضية الحقيقية ل25 جويلية هي 7 نوفمبر و 16 ديسمبر كما يبدو فعلا من التشكيلة المتنوعة التي تتكلم باسمه اعلاميا و هي تشكيلة تجمعها عقلية 16 ديسمبر من جهة او المضاددة من جهة اخرى ؟ الا يكون الرئيس و شقيقه مجرد خط صغير داخل منظومة 25 ؟
التساؤل فكرة سياسية بالأساس و ليس تساؤلا تنظيميا فقط .