طبعا أنا مقتنع أن امكانات المنظمة الشغيلة حاليا والوضع الذي تركت نفسها فيه منذ سنوات لن يمكنها من التصدي لقطار الاجراءات الضرورية التي قررتها " الدولة / النظام " .
التصعيد الخطابي للأمين العام ورفاقه في المركزية النقابية ليس جديدا فقد استمر على امتداد عام ونصف ليذهب الاتحاد بعد ذلك الى القبول بالأدنى …
سقوف الخطاب الغاضب هي مجرد ادوات لتحسين شروط تموقع معقول للنقابة في المشهد القادم دون تحجيم كبير او ضرائب موجعة على حساب تركيبتها التنظيمية والبشرية وتوازناتها السياسية …
انسياب مسار 25 أكد للرعاة الدوليين والمحليين هشاشة ما كان يسمى بالمجتمع المدني وضعف ثقافته الديمقراطية بعد ان اثخنت منظماته كثيرا في جسم الانتقال الديمقراطي ولم ترحمه باسم مقاومة الاسلام السياسي وبعد ان ساندت مكونات هذا المجتمع المدني الانقلاب في اشهره الاولى وانتظرت شراكة او انفرادا بقيادته .
سوف تكون السنة الحالية -كما هو متوقع منطقيا- سنة تفكيك هذا المنتظم المدني واعادة تركيبه . الا اذا قررت القوى المحلية والدولية الراعية لهذا المجتمع المدني ان تقف معه، ولكن المعطيات تؤكد عكس ذلك.
فرضية ذهاب الاتحاد في المواجهة المفتوحة مع الدولة / النظام مطروحة كحل أقصى اذا كان هناك قرار لزعزعة او للضغط بالاتحاد على 25 ولكن شروط النجاح فيها ضعيفة لاعتبارات تتعلق بالقدرات الذاتية للاتحاد و صورته لدى الراي العام ولطبيعة العقل النقابي بما هو عقل يحسب جيدا ببراغماتية بعيدا عن عقلية " المقاومة " ومغامرتيتها .
مع ذلك كل شيء وارد ننتظر ونرى.