سجل التاريخ و مزبلة الامر الواقع
اجراءات سلطة الأمر الواقع والتي تتقدم في اتجاه تفكيك و محاصرة كل مؤسسات الانتقال الديمقراطي يقدمها انصار الانقلاب من فاشيين ووظيفيين وحشود شعبوية على أنها انتصارات يفخرون بها شماتة في القوى الديمقراطية العزلاء.
الغريب ان بعض الكتاب و المثقفين المحمولين على نصرة الثورة و الانتقال الديمقراطي و معارضة الانقلاب يساهمون هم ايضا في ترويج هذا الاحساس الانتصاري لدى المنقلبين عبر تبخيس ما يفعله الديمقراطيون منذ 9 اشهر وعبر توجيه انتقادات مرسلة بعضها لمواطنون ضد الانقلاب و بعضها لمحاولات بناء الجبهة ودون حتى ان يقولوا لنا ماذا يمكن ان نفعل اكثر في مقاومة انقلاب بأدوات الدولة القاهرة و لو كانوا يعلمون لفعلوا ذلك .
علينا ان نؤكد على امر اساسي : ممارسات الانقلاب الناسفة للديمقراطية لا يمكن ان تكون محل فخر لأحد الا رخيص او مرتهن و لا يمكن ان تكون محل احباط لشريف او شريفة يقاومونه لسبب بسيط واحد ان هذه الممارسات و الاجراءات تتم عبر الادوات الصلبة للدولة من امن و جيش و قضاء ….
الديمقراطيون المقاومون للانقلاب ينتصرون في حساب التاريخ مهما بدا ان تقدمهم بطيء على طريق مواجهة سلطة الامر الواقع فهم يواجهون بأدوات الفعل السياسي السلمي سلطة المراسيم المدججة بالسلاح و القضاء …الانقلاب و انصاره في المقابل لا نصر لهم بحساب التاريخ و الاخلاق والديمقراطية و السياسة لأنهم لا يفاخرون بأكثر من انجازات يحققونها بالاغتصاب المسلح للسلطة عبر استعمال القوة الصلبة للدولة.
المفاخرون من الفاشست و الوظيفيين و حشود الهمج بفرض الامر الواقع انما يفاخرون بالقوة العارية المتوحشة لدولة تعود مؤسساتها الى مرحلة ما قبل الدولة ….و الناقدون لمنهج الديمقراطيين المناهضين للانقلاب بلغة المزايدة و تبخيس ما نفعله عبر تذكيرنا بانتصارات الانقلاب لا يفعلون غير انتاج ثرثرة لغوية لم نقرأ فيها بديلا حين نسألهم : ايه ماذا تقترحون لنفعله ؟