بإمكان القوى المناهضة للانقلاب ان تجد مشتركا مرحليا لمنع الانهيار الذي يتهدد الدولة و العيش المشترك عندما ينهار الوضع الاقتصادي و الاجتماعي و يصبح الحل الامني مغريا للمغامرين.
التنازلات و التسويات ممكنة . الاختلاف حول تقييم ما قبل 25 و العشرية الماضية ليس عائقا للالتئام الوطني في مواجهة الشعبوية و الفاشية و الوظيفية التي قد تعصف بالبلاد و تضعها في مهب رياح العبث و المغامرات الدموية .
لا مستقبل تونسيا لفكرة الدولة البوليسية و لا للعسكرة ؛ و الاستبداد لم يعد خيارا للعصر العالمي الجديد و التيارات الشعبوية الرثة و الفاشيات البائسة لا حلول لها و لا قدرة لها على صناعة تنمية او رفاه او قدرة ادماج البلاد في العصر و لا على انجاز اصلاحات تنقذ البلاد .و هذا الانقلاب بلا افق الا مزيد تدفيع البلاد ضرائب موجعة من الفوضى و التخبط و الاحتراب .
موضوع النهضة / الاسلام السياسي و عشرية الانتقال المتعثر و الخوف من العودة الى الاستقطاب بينها و بين الفاشية او الخوف من ان اسقاط الانقلاب سيكون لصالحهما هو مجرد افتراض و حتى لو صح فمن الممكن التفكير في صيغ للتجاوز على قاعدة بديل ديمقراطي مشترك فلا مستقبل لتونس الا برؤية اصلاحية مشتركة و ادماجية بين كل التيارات و الفئات و الطبقات ايضا.
و هذا مطلوب وطنيا و عالميا في كون لا مكان فيه الا للشعوب التي تنجح في ان تلتقي كل في بلده حول مشروعه الوطني و مصالحه القومية التي يفاوض بها على طاولة الكون .