من المؤكد ان للاتحاد العام التونسي للشغل مؤسساته و بياناته الرسمية المكتوبة التي تجعلنا نتعاطى مع جملها المكتوبة بدقة بعيدا عن المداخلات الشفاهية الحمالة للأوجه العديدة و التأويلات المتنوعة لتلميحاتها.
الاكيد ايضا ان الاتحاد لم يعترض على 25 جويلية و تقبل بشكل او باخر التأويل المتعسف للفصل 80 و الذي اعتمده الانقلاب في اجراءاته الاستثنائية الاولى . لكن الاكيد ايضا انه تحفظ بشكل او باخر على الامر 117 و على الاندفاع الرئاسي نحو مشروع البناء القاعدي للجماهيرية الثالثة في تاريخ الدول ( اذا اعتبرنا مشروع الراحل توماس سانكارا في بوركينا فاسو هو الجماهيرية الثانية.
و كان موقف الاتحاد من هذا العبث واضحا في خطابات الامين العام الحاسمة و التي كان يرطبها و يدور زواياها الاخوان سمير الشفي و سامي الطاهري وهو الترطيب الذي كان يقبله و يثمنه سي نورالدين في اطار حفظ التوازنات السياسية داخل المنظمة العتيدة .
ما نعلمه بكل تأكيد ان احدا لم يكن يرضيه الوضع السياسي قبل 25 جويلية حتى يطالب بإعادته و لكن ما نعلمه ايضا ان احدا لا يمكن ان ينكر حجم " المخنق " الذي تتردى فيه سلطة الانقلاب ما يجعل انقاذه و انقاذ البلاد من اندفاعه يحتاج بالضرورة الى حلول تلتزم بالدستور و الشرعية و القانون ما يعني ان استعادة المؤسسات الشرعية المنتخبة امر محتوم بقطع النظر عن صيغ التوافقات المطلوبة لتدقيق كيفية هذه الاستعادة و افقها و مهامها و نقدر ان الخريطة التي قدمتها المبادرة الديمقراطية لحملة مواطنون ضد الانقلاب يمكن ان تمثل مسودة ممكنة للنقاش حول سبل خروج البلاد من مازقها الداخلي و عزلتها الدولية.
ما نحن متأكدون منه ان الاخ نورالدين الطبوبي يدرك جيدا حقيقة الوضع و واجب الاتحاد و التزاماته داخليا و خارجيا مع منظوريه و شركائه في العالم الحر من انصار القانون و الديمقراطية ممن لا يرون للاتحاد مكانا الا في صف مناهضة الانقلابات على القانون و الديمقراطية و هذا لا يمنعنا من ان ندرك ايضا ان الاخ سمير الشفي على سبيل الذكر لا الحصر مثلا في درجة اولى و الاخ سامي الطاهري بنبرة الطف في درجة ثانية قد يحملهم مزاجهم السياسي الذي نتفهمه في معاداة " الخوانجية " الى محاولة الذهاب بالاتحاد الى تبرير الانقلاب على المؤسسات و الشرعية الدستورية و القوانين و حتى الى وضعه نصيرا للغموض لكننا نعرف ايضا ان الرغبة في استئصال الخوانجية او الرغبة في ان لا يكون سقوط الانقلاب قريبا لصالحهم لا تبرر المغامرة بسمعة الاتحاد و دوره الوطني الديمقراطي فنضع منظمة عاشور ( الذي تمرد على الاستبداد و ناصر الديمقراطية ) الى جانب الانقلابيين امام " انظار العالم الحر و اصدقاء "النقابات الحرة " .
لهذه الاسباب كلها متأكدون دوما ان الاتحاد و منخرطيه هم دوما " مواطنون ضد الانقلاب " بشكل او باخر زادة ... بقطع النظر عن العركة مع "الخوانجية" …