معارضة القرارات الانفرادية لقيس سعيد تنقسم حاليا الى عنوانين كبيرين رغم وجود بعض التباينات الجزئية في أحدهما :
اولا: جبهة الخلاص الوطني برئاسة نجيب الشابي وفي مركزها حركة النهضة اساسا كطرف أهم من حيث حجمه البشري والانتخابي مع أحزاب قلب تونس و الكرامة البرلمانيين و حزبي تونس الارادة و امل اضافة الى مكونات مواطنية منها مواطنون ضد الانقلاب وتوانسة من اجل الديمقراطية واللقاء من اجل تونس .
تقوم هذه الجبهة اساسا على اعتبار ما جرى في 25 جويلية و ما تلاه انقلابا على الدستور والشرعية و لا تتبنى نظرة جذرية معارضة لما يسمى بعشرية الانتقال و دستور 2014 .
ثانيا : القوى المعارضة للقرارات الانفرادية التالية لصدور 117 و تنقسم الى سقوف متنوعة :
ثلاثي تنسيقية الاحزاب الديمقراطية الاجتماعية ( التيار و الجمهوري و التكتل ) ورغم تبني هذه الاحزاب لموقف نقدي صارم من حركة النهضة و ما تعتبره عشرية حكمها ( الجمهوري اقل حدة في نقده ) فان نبرتها السياسية تبدو اعلى حدة في مواجهة قيس سعيد وهي اقرب الان الى اعتبار 25 جويلية انقلابا على الشرعية . وتخوض هذه التنسيقية حاليا حوارات متقدمة مع حزب العمال و احزاب يسارية او ليبيرالية لبناء جبهة سياسية ثانية .
الدستوري الحر الذي يحدد تناقضه الرئيسي مع قيس سعيد في لاقانونية اجراءاته و اتجاهه نحو خيارات البناء القاعدي المفكك للدولة وخصوصا تهاونه في استئصال النهضة .ويبدو هذا الحزب منفردا رغم وجود تواصل بينه وبين المنظمة العمالية .
الاتحاد العام التونسي للشغل و بعض الهياكل المهنية على غرار نقابة الصحفيين و من يتقاطع معهم من الاحزاب مثل حركة الشعب او الوطد الموحد و تقوم هذه " الجبهة المفترضة " على الانتصار الى ما يسمى بمشروع 25 جويلية الذي لا يعتبرونه انقلابا، بل تصحيحا للمسار و يتفقون على ضرورة القطع على ما يسمونه بالعشرية السابقة و اقصاء النهضة و حلفائها من الحوار الذي يريدونه تشاركيا على غير الصيغة التي قررها قيس سعيد في مرسوميه الاخيرين .
اذن نحن امام اربعة عناوين سياسية كبرى في معارضة قيس سعيد .في المقابل لا تبدو " جبهة المولاة " واضحة او متكاتفة حيث برزت التباينات بين الشخصيات والقوى التي تسند خياراته في الحوار الانفرادي القاطع مع دستور 2014 دون موافقته حول خيارات مشروعه الشخصي وبين المجموعات المحمولة على التنسيقيات او ما يسمى بحراك 25 جويلية التي وان كانت لا تضم شخصيات معروفة من المشهد السياسي التقليدي الا انها مازالت تنال حظها اعلاميا في تفسير مشروع الرئيس رغم صمت شخصيات تاريخية مؤسسة للخيار القاعدي على غرار رضا شهاب المكي وسنية الشربطي .
في هذه الجبهة الموالية تظهر مجموعة من الاحزاب القانونية التي انخرطت سابقا في المعركة السياسية تحت دستور 2014 على غرار حزب التيار الشعبي ( ناصري ) الذي يتقاطع مع مشروع 25 جويلية على قاعدة معاداة الاسلام السياسي ( النهضة التي يسمونها اخوان ) و عشرية الانتقال التي يصنفونها ضمن ثورات الربيع العبري و يدفعون في اتجاه بناء جديد بدون الاسلاميين و حلفائهم وضمن الدفع نحو تموقع جيواستراتيجي جديد لتونس بالدعوة الى الالتقاء مع الخيار الروسي او الصيني المقابل للخيار الاطلسي خصوصا وان التيار الشعبي و بعض المجموعات السياسية الاخرى ذات النفس القومي تعتبر ان هذا الخيار الاسيوي يتقاطع مع محور المقاومة الذي تقوده ايران و سوريا و… حزب الله.