ابعاد الاستهداف .. حجر واحد وعصافير كثيرة

سبق أن كتبت عن تكتيك الاشغال المؤقت للشارع السياسي المناهض للانقلاب بالمعركة الحقوقية وخصوصا باستهداف حركة النهضة ومن يتحالف معها عبر ضربات موضعية ممنهجة لا تخترق الخطوط الحمراء دوليا، ولكنها تضع شارع مقاومة الانقلاب تحت الهرسلة .

العجيب ان هذا التكتيك ينكشف استباقيا في كل مرة يتم العزم على استعماله لأن السياسة أصبحت في هذا العصر تتم تحت سماوات مفتوحة .

ماهي الفائدة السياسية للسلطة القائمة في استعمال هذا التكتيك وبعبارة أوضح هل حقق غاياته سابقا ؟

من المؤكد ان الاستعادة الدورية للاستقطاب الايديولوجي مع الاسلاميين قد حققت فوائدها باستمرار .

ففي الانقلاب الاول الذي انتهى بالحوار الوطني وانتخابات 2014 تمكن السيستام من تحجيم النهضة ومحاصرتها وانهاء المرزوقي والمؤتمر من اجل الجمهورية وكان ذلك عبر عملية استقطاب ماهرة ساهم فيها اعلام مدرب وادارة ذكية ونخبة وظيفية متكاتفة توارثت المسك بخناق البلاد ثقافيا وتربويا واكاديميا منذ عقود .

ورغم عجز السيستام عن النجاح بشكل مباشر في انتخابات 2019 فقد تمكن من الاحاطة بقرطاج ثم بتجنيد كتل برلمانية وظيفية عبر لعبة الاستقطاب مع النهضة ومحاصرتها وصولا الى الانقلاب الثاني له ف 25 جويلية والذي تم هذه المرة عبر القوة الصلبة للدولة .

سوء اداء 25 جويلية او ما سماه الوظيفيون بالبطئ في "انجازاته" فضلا عن كونه لم يقبل التطويع الكامل للسيستام العميق بالاضافة الى تصدع هذا السيستام نفسه الى مصالح جهوية و دولية ادى الى نجاح الشارع الديمقراطي بقيادة مواطنون ضد الانقلاب وبالتالي النهضة والقوى الثورية التقليدية في عزل 25جويلية وارباك حلفائه الذين تم جرجرة بعضهم الى ارضية مناهضة الانقلاب .

ولهذا السبب بالذات سيضطر السيستام المتصدع لاستعادة الاستقطاب عبر استهداف النهضة حقوقيا وذلك لأسباب متعددة حسب كل شق من شقوق السيستام ...اما للتجميع مجددا حول 25 جويلية او لإغراء نظم مضاددة الثورات والمعادية للإسلاميين بتجديد دعمها او لتصفية حسابات وتوريط متبادل للشقوق بعضها لبعض او لتوفير شروط تفاوض قادم بعد اغلاق القوس تكون فيه النهضة اي القوى الثورية في موضع ضعف مقارنة بالوظيفيين و الفاشية او بالديمقراطيين المرضي عنهم دوليا .

Poster commentaire - أضف تعليقا

أي تعليق مسيء خارجا عن حدود الأخلاق ولا علاقة له بالمقال سيتم حذفه
Tout commentaire injurieux et sans rapport avec l'article sera supprimé.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات