اكذوبة التمثال والمثالين ....
أزعم، ولكن ليس لي دليل مادي على زعمي ، وليس هناك ضرورة لدليل على هذا الزعم لأن تصديقه أو تكذيبه هو موقف سياسي تتداخل فيه مصالح وتموقعات .
أزعم اني أعرف صديقي الشهيد شكري بلعيد جيدا من قبل الثورة طبعا باعتباره من جيلي الطلابي والتقينا في جبهة الاعداد ل18 خارق للعادة .. واني التقيته بعد عودته من المهجر في سنوات الالفين وكانت لنا احاديث على انفراد او مع اصدقاء مشتركين حول التكتيك والاستراتيجيا و مسائل الايديولوجيا والمشروع الوطني في خضم ازدهار المعارضة ضد بن علي وبعد الاصطفافات الجديدة التي انتجها تشكل البي دي بي ثم 18 اكتوبر وموقع الاسلاميين فيها …
وازعم ايضا اني تحدثت معه عميقا في خضم الحراك الثوري بعد 2011 في سياقات هيئة بن عاشور وحتى بعد انتخابات اكتوبر …
وبناء على ذلك يمكن ان ازعم ايضا ان كل ما كان يقال في البلاتوات لزوم الصراع السياسي الشرعي اوائل 2011 و 2012 لا يعبر بالضبط عن القناعات الحقيقية الدقيقة للقيادي السياسي من اي تيار كان بمن فيهم الشهيد وقتها …
اريد ان ازعم "كمان وكمان" ان كثيرا ممن رفعوا و يرفعون قميص دمه المسفوح لا يعبرون بالضبط عن رؤية شكري التي تبادلنا فيها الرأي وقتها حول الرئيسي والثانوي في معركة الانتقال واستطيع ان ازعم ان كثيرا من ادارة المؤامرة على الانتقال الديمقراطي وان ايضا كثيرا من "تغفيص" عدد من قيادات وكوادر و قواعد جبهة الترويكا حينها في الاشهر الاولى من حكمها ممن لم يكونوا يعرفون تونس السياسية في التسعينات والالفينات وعلاقات ابناء جيلنا بعضه ببعض من تيارات مختلفة …
هذه المؤامرة وهذا التغفيص قد كانا عائقا امامنا للنجاح في بناء التسوية التاريخية بين تياراتنا نحن جيل الحركة الطلابية في الثمانينات وجيل العمل النقابي والسياسي داخل تونس في التسعينات لو لم يدر العملية السياسية بعد اكتوبر 2011 كثير من النكرات والبدون سيرة سياسية او من انقطعت عنهم حقائق واخبار تونس وهم بين مناف وسجون .
نفس هذا "التحريف" لما كان يفكر فيه الشهداء يمكن ان يقال عن الحاج محمد البراهمي و مية الجريبي ممن كان لي معهم ايضا حديث في قلب نيران الاستقطاب المرعب الذي عاشته تونس بين 2012 و 2013....
لماذا اقول هذا الكلام ؟ لأنني اريد ان اشير الى ان "الشعبوية" و التخلويض السياسي للهواة من كل الاطياف و صخب " القواعد " والعامة والبدون سيرة سياسية اضافة الى غرف المتآمرين المخترقين لكل التيارات قد عطلت ومنعت -باحتراف ومهارة كبيرة في صناعة الاستقطابات- كل اشكال الالتئام الوطني...وانه اذا كان من عائق سيمنع الساحة السياسية الوطنية من اجتراح مشروع يحقق للناس مطالبهم في حياة داخل وطن يستحق ان يكون وطنا فهو نفس هذا العائق الذي منعنا على امتداد السنوات الاولى من صياغة المشترك حين دخل على ساحة العمل العام زعيط ومعيط ونقاز الحيط وصناع الفتن …
هذا زعم لا دليل عليه …لأنه لا يمكن ان يكون عليه دليل فالسياسة الحقيقية كانت في مكان اخر في غير ما نراه ونستدل عليه ..