المواجهة الجبانة بالأساليب القذرة الذي تعرض اليها جوهر يوم أمس وهذا الصباح ليست الاولى ولن تكون الاخيرة …منذ انطلاق صفحة العز والشرف لمواطنون ضد الانقلاب في مقاومة اغتصاب السلطة واستهداف الثورة ومنذ جعلنا الدفاع عن الديمقراطية وعن تونس الحداثة لكل ابنائها دون اقصاء ولا استئصال على قاعدة المشترك الوطني كان الوظيفيون والمخبرون السابقون والفاشست و بقايا القديم الفاسد يعيشون رعبهم الازلي ويضعون انفسهم على "الذمة" لاستحضار الاستقطابات البائسة منعا لكل التئام وطني بين نخب البلاد وتياراتها الوطنية الكبرى للتفرغ للتنمية العادلة وتحقيق اهداف الثورة الاجتماعية والاقتصادية .
نعلم جيدا اننا نقف في الموقع الذي ندفع فيه ضريبة غالية من اعصابنا واعراضنا ونحن في الموقف الذي يزعج الحثالات من وظيفيين ومرتزقة وفاشيين وقدامى المخبرين واعداء الثورة و الديمقراطية والحرية ..ولكننا قررنا دفعها ولن يترك احدنا الاخر في منتصف الطريق، بل سنواصل دفعها كتفا الى كتف حتى تنتصر الحرية على اعدائها واذيالهم .
لا نستغرب هجماتهم على جوهر وغير جوهر من المتصدرين لمقاومة الانقلاب …حتى قبل الانقلاب نفسه وبعد انتخابات 2019 أعلم ويعلم جوهر حجم الفزع الذي اصاب غرف " الاحتراب الأهلي " حين اطلقنا مبادرة التفاوض الوطني العلني فوق الارض وتحت الشمس لتشكيل حكومة الوحدة الوطنية والانجاز الاجتماعي والاقتصادي بين كل الاحزاب الوطنية التي تنسب نفسها الى الثورة حتى ندفع هذه الطبقة السياسية المنقسمة الى تدارك تعثر انتقال ديمقراطي لم يلمس فيه الشعب تحقيقا لأهداف ثورته المادية وبدأ يكفر به .
اصابهم الفزع وقتها لأننا وقفنا في الموقع الذي يزعجهم وهو موقع التسوية التاريخية الكبيرة على قاعدة المشترك الوطني الشعبي والديمقراطي وهم لا يتمعشون ولا يرتاحون ولا يواصلون اختطاف البلاد وحدهم الا في اجواء الانقسامات والصراعات والمواجهات بين الاطراف الوطنية وهم لا ينتعشون الا في مستنقعات الخراب والعطالة السياسية حتى يمهدوا كما فعلوا ونجحوا مؤقتا لعودة الحكم الفردي الفاشي الذي كانوا خدامه ووظيفييه قبل الثورة وتحولوا الى مشعلي حرائقه التامرية بعد الثورة .
هم يعلمون جيدا حقيقة مواقفنا النقدية من عشرية الانتقال المتعثر ويعرفون جيدا المسافة النقدية التي نحتفظ بها تجاه كل الاحزاب وتجاربها وادائها في هذه العشرية بمن فيها حركة النهضة وهم يدركون تماما اننا اكثر اخلاصا وتعمقا من اكثر ادعيائهم في مجال الحداثة والتقدمية والتشبع بالمدنية والثقافة الديمقراطية، ولكن عقدتهم اننا نفسد عليهم ماهم مكلفون بإنجازه حسب اوامر اعرافهم في غرف الثورة المضادة ..
جريمتنا عند كلاب الحراسة هؤلاء هي نجاحنا رغم انوفهم ونحن من مدارس فكرية مختلفة في كسر الاستقطاب الايديولوجي وفرض القراءة الموضوعية لعشرية الانتقال وتجميع القوى المختلفة في مواطنون ثم في الجبهة وتحويل الصراع على قاعدة ديمقراطية / استبداد …
تلك هي عقدتهم معنا : ان لا ننخرط في جوقة مخبريهم ووظيفييهم ومهابيلهم فنلعن النهضة صباحا مساء ويوم الاحد .
في هذه السنة السياسية الجديدة هم يدركون تماما ان المعركة الحقيقية ستستمر بين قوتين رئيسيتين : الانقلاب والديمقراطية ..وهم يعلمون جيدا ان جبهة الخلاص كما كانت مواطنون ضد الانقلاب في السنة الفارطة سيكونون القوة الاساسية في كل تسوية قادمة مهما كان سيناريو هذه التسوية بسقوط الانقلاب او بتراجعه … لهذا السبب بالذات نفهم سعارهم وكلبهم الفطري الدائم لانهم يعرفون انهم كقوة مستهلكة من وظيفيين ومخبرين ومافيات مالية لن يكونوا كالعادة اكثر من مكملات ديكورية في يد غرفة عرفهم القديم التسلطي والمستعمر التقليدي يحسن بهم شروط تفاوضه بإطلاقهم علينا نحن بالذات نهشا ونباحا .
كلمة اخيرة : اعرف ان جوهر ورفاقه في جبهة الخلاص لن ترعبهم مخالب كلاب الحراسة فهي الان بلا مصداقية بعد طول رذالتها ولكنني أهمس للأصدقاء في جبهة الخلاص بضرورة اعداد سياسة اعلامية صارمة وبشروط حازمة في التعامل مع هذه الحوانيت التافهة التي سيشتد هذه السنة سعارها وجنونها ولابد من التفكير بجدية في كيفية التعاطي مع هذه "النصبات" الاعلامجية المكلوبة : المقاطعة لبعضها وتخير المواقع التي يمكن الحضور فيها ليس خيارا خاطئا او مضرا بالجبهة فقد اصبحت اليوم وسائل الاتصال بالناس متنوعة وليس هناك ضرورة لدفع ضريبة التنازل على الشرف وسلامة الاعصاب بالحضور مع من لا يستحق ابدا الحديث معه …لقد بلغ الجمهور فعلا درجة من الوعي اصبحنا نلمسه من حديث الناس في الشارع على هؤلاء المرتزقة المشوهين للرسالة الاعلامية …فلا خوف من قرار مقاطعتهم .