أشعر بعار العجز وغصة القهر من وضعية اصدقائنا وصديقتنا …
لقد تبين بما لا يدع مجالا للشك استحالة تكوين ملفات حقيقية لمعارضين ارادت السلطة تحييدهم ووقف نشاطهم السياسي السلمي ضدها ما يجعل ايقافهم مجرد قرار سياسي لا قضائي …
ان وضعية الظلم والاستعمال الفج للقوة العارية للدولة ضد المعارضين اصبحت واضحة ولا نتصور ان المراهنة على الغرائز المنفلتة في الشماتة الشعبوية والنقمة على الطبقة السياسية يمكن ان تبرر هذا الظلم الفادح الذي اغتصب حقوق قيادات سياسية وحرمها من حريتها وراء اسوار المعتقل منذ ليالي الشتاء الباردة وصولا الى معاناة ايام صيف حارق.
لا يبدو حسم الصراع مع الخصم السياسي بالقوة القاهرة للدولة علامة قوة للحكم او انتصارا مشرفا يمكن الافتخار به او تسويقه بتلك الشماتة الجبانة التي تظهر في تحاليل حقراء الكرونيكورات المرتزقة الذين ينسبون انفسهم للنطق باسم السلطة الحاكمة ويتحولون الى قضاة ظلم في بلاتوات العار التي يسحلون فيها شريفة وشرفاء لا يملكون حق الرد من وراء اسوار المعتقل.
ان هذه المظلمة الفادحة في حق شيماء عيسى ورفاقها المساجين من كل الاطياف و الذين فاق عددهم الثلاثين من رئيس البرلمان الشرعي حتى اصغر قيادي جهوي معتقل او مدون ستبقى وصمة عار في جبين الدولة والنخبة وعموم شعب تونسي لا يهمه ان يقضي عدد من ابنائه ليال حزينة بعيدا عن الاهل والديار في معتقلات بملفات فارغة .
يجب ان نشعر جميعا بالخجل ومرارة الحزن وغصة القهر والعجز ...وانا اشعر فوق هذا بالعار من هذه المظلمة الغريبة السوداء التي تسلطت على صديقة واصدقاء بعد ثورة ظننا انها انهت عهد الاستبداد الاعتباطي ....