باعتباره شعارا رجعيا غير ديمقراطي و غير تقدمي و غير ثوري ... على قوى تصحيح المسار ابتداع شعار جديد
هذا الشعار انشأه كما هو معلوم تيار طلابي يساري بالتحديد بعد ظهور " الاتجاه الاسلامي " في الحركة الطلابية و ارتباك السردية الماركسية اللينينية و النصوص الكلاسيكية في تصنيف شبيبة الاسلام الحركي التي بدأت تكتسح الجامعة اوائل الثمانينات بسردية " ثورية " ملائمة للأوساط الشبابية تستمد ثقافتها السياسية من الرصيد الذي قدمته ادبيات الثورة الايرانية حول الاستضعاف و الاستكبار ما جعل الكسل الفكري الماركسي يصنف الاسلامية في سياق "الرجعية" و التيار العروبي في سياق " الشوفينية " كعنوانين كبيرين للتصنيف تقدمهما اللينينية و الخوجوية و الماوية ايضا .
هذا الشعار سيتحول في اواسط التسعينات و اوائل الالفينات شعارا مخاتلا لتبرير اليسراوية الوظيفية التي قررت ظاهريا ان تنأى بنفسها عن الصراع الديمقراطي مع الاستبداد و الذي قررته الحركة الحقوقية و المعارضة الديمقراطية بأطيافها الفكرية بعد المحرقة التي تعرض لها الاسلاميون و ما نتج عنها من تصحير و استهداف كل القوى المعارضة و هو ما ادى الى ظهور اولوية الجبهة المعارضة للاستبداد و ايقاف الاستقطاب الايديولوجي.
كان شعار سحقا سحقا للرجعية دساترة و خوانجية الصياغة الوظيفية المخاتلة و الاقلية في مقابل التحالف التاريخي لحركة 18 اكتوبر.
يبدو من الغريب عودة هذا الشعار اليوم و غرابة ذلك فقدان هذا الشعار لكل قيمة فكرية فضلا عن افتقاره سابقا لكل وجاهة اخلاقية و ديمقراطية.
لا قيمة فكرية لهذا الشعار اليوم نظرا لتوزع صفتي الرجعية و التقدمية على كل العائلات الفكرية و السياسية فاذا اعتبرنا ان الرجعية هي التحالف العضوي او الموضوعي مع بقايا الفساد و الاستبداد و ان التقدمية هي الاخلاص لمبادئ الثورة و نصرة الديمقراطية فسنجد هنا و هناك اي في الرجعية و التقدمية دساترة و خوانجية و يسار و ليبيراليين و علمانيين ...كل العائلات الفكرية و السياسية سنجد فيهم الرجعي و التقدمي بحسب المعايير التي تحددها اللحظة.
لهذه الاسباب يبدو اعتماد هذا الشعار اما غباء من بعض الصادقين الغاضبين او تخطيطا مخاتلا من نفس الوظيفيين السابقين و لهذا يمكن ان نعوض الشعار بما يلي : سحقا سحقا للرجعية... بعض الدساترة و بعض خوانجية و بعض يسارية و بعض عروبية و بعض ليبيرالية....شعار طويل لا محالة ..لكن ادق نظريا و انظف اخلاقيا …