في اطار محاججته للأوروبيين الرافضين لإجراءاته الاستثنائية فيما يتعلق بالقضاء ذكر السيد قيس بموقف فرنسا التي رفضت تسليم متهمين من عائلة الطرابلسية بدعوى عدم توفر ظروف المحاكمة العادلة كدليل على صحة اجراءاته " لتطهير القضاء " عبر تدجينه و حل مجلسه و تحويله تحت جناحه .
مشكلة السيد قيس سعيد انه يريد تصوير من يعارضون انقلابه و اجراءاته ضد السلطة التشريعية او السلطة القضائية على انهم مساندون لرداءة مشهد ما قبل 25 جويلية و اخفاقات الانتقال الديمقراطي . و هذه حجة مغالطة .
ان تعارض الانقلاب فهذا لا يعني انك تعتبر ما قبله ديمقراطية ناجزة و مكتملة، بل لعل من يعارض الانقلاب و منهم كثير من شارع مواطنون ضد الانقلاب اكثر جذرية في نقد السنوات العشر بتسوياتها المغشوشة و ارتعاش ايادي كل من حكم في علاقة بملفات الفساد و المصالحة و استقلال القرار الوطني و تفعيل الانجاز الاجتماعي و الاقتصادي و تحقيق اهداف الثورة .
مساندو الانقلاب هم في اغلبهم من اكثر انصار منظومة الفساد و الاستبداد القديمة قبل 2011 و هم اكثر من تامر على الثورة و عطلوا تحقيق اهدافها على امتداد هذه العشرية . الانقلاب وهو يفسخ كل المنجزات الجنينية لبناء المؤسسات ضرب في العمق امكانية بناء دولة المواطنة التي تحصن استقلال القرار الوطني بالحرية و توزيع السلطة و امكانات الرقابة .
قلت مرة على احدى الفضائيات لأحد الاصدقاء ممن يساند الانقلاب كمدخل لمساندة " الم ق ا و م ة" و التصدي لل "عمالة " : انقلاب تمهد له احزاب وظيفية و بقايا فاشية نظام نوفمبري تابع و تفرح به ممالك و امارات و نظم التطبيع و الاستبداد هو " انقلاب بناء النظام السيادي الوطني الممانع " ؟؟؟؟ ..... هذا حديث خبئ معناها ليست لنا عقول على راي ابي العلاء المعري صاحب رسالة الغفران و زقفونة ابن القارح ....
قيس سعيد يهاجم اعتصام الرحيل المسمى وقتها اعتصام الروز بالفاكية و يعيد استعمال هذه التسمية
عبر السيد قيس سعيد في حديثه مع نجلاء بودن عن انزعاجه من امرين :
اولا غضبه من رفض الغرب الذي كان في ضيافته لإجراءاته الاستثنائية في تعطيل الدستور و تجميع السلط و لا سيما السلطة القضائية . و هنا ذكرهم بأن الدستور روح و فصل السلطات روح و الديمقراطية روح ...و ليس اجراءات و مؤسسات ..و انما الاعمال بالنيات و الفائدة في " الارواح " لا في " الارباح " كما قال بإعجاب ظاهر بنفسه الماهرة في الجناس و الطباق و السجع سائر فنون البلاغة و استحضار الشواهد و اسماء الكتب و المفكرين .
ثانيا غضبه من وحدة تيارات سياسية( اختلفت سابقا) و اجتمعت اليوم على رفض الانقلاب فذكر بعضها بما سماه رفضها السابق لحكم الاغلبية حين اعتصموا بباردو و قد ذكر لفظي الارز و الفاكية في اشارة الى اعتصام الرحيل متهما معارضيه الحاليين من معتصمي جبهة الانقاذ 2013 بالجلوس على نفس الطاولة مع خصومهم السابقين لانهم يظنون الشعب " ارزا " و فاكية لأكله كما قال في ما معناه .
و من الواضح ان السيد قيس سعيد لم يحترم مشاعر احزاب مازالت تسانده كانت على رأس الاعتصام الذي سماه انصار الترويكا وقتها "اعتصام الروز بالفاكية" و من الواضح ان السيد قيس يتبنى هذه التسمية ما يؤكد علاقته التاريخية كما حدثني كثير من الاصدقاء بالصف الثوري و الترويكا السابقة وقتها .