أتساءل أحيانا عن " المنطق" الذي يحكم سياسة سلطة الأمر الواقع بعد انقلاب 25 :
حسنا . ها قد تمكنتم بالقوة القاهرة للدولة من ايقاف مسار الانتقال المتعثر نحو الديمقراطية وأغلقتم قوس الثورة وفسختم بممحاة صلبة كل ما راكمته العشرية من مؤسسات دستورية ، ها قد وضعتم كل قيادات الحركة الديمقراطية الفعلية ونشطائها بين سجين ومنفي وصامت خوفا او احباطا ، ها قد وضعتم في حالة شلل او حصار كل الاحزاب الديمقراطية : نهضة ..تونس الارادة ..الكرامة ..الجمهوري .الخ ...ها قد جعلتم كل أحزاب الديمقراطية المسقوفة مشغولة بالتردد بين الخوف ومرارة طردها من مسار 25 ورفضها لمعارضة الانقلاب جديا والدفاع عن عشرية الانتقال خوفا من ان يصب ذلك في حساب الاسلاميين وجبهة الخلاص ....
ها قد وظفتم الأحزاب المرتهنة تاريخيا للمستبدين وجعلتموهم ديكورا في برلمان شكلي دون تشريكهم في الحكم ....ها قد قتلتم السياسة وارضيتم كل القوى الدولية والمحلية الحاقدة والخائفة على عروشها من ربيع تونس الديمقراطي ...ها قد انتقمتم لهم من نخب تونس التي انصفتها الثورة وصناديق الاقتراع ....
وماذا بعد ؟ .....مع ذلك انتم الان سلطة لا تنجز ...ولم تستقر ويصعب ان تستقر اقتصاديا ...شرعيتها ومشروعيتها مهزوزة ...مشهدها السياسي لا يقنع احدا فهو مجرد سلطة تتكئ على قوة عارية للدولة وحزام وظيفي من المساندين الحزبيين والاشخاص ممن لا مصداقية لهم ...ومعارضة حقيقية سجينة وملاحقة ومحاصرة بالقوة لا بالصندوق الانتخابي النزيه ...وشعب صامت في قلق ليس مع المعارضة نعم ولكن ليس مع السلطة ويتصاعد غضبه باستمرار …
ماهي جملتكم السياسية ؟ ...المؤامرة ؟ العشرية كانت سوداء ؟ التحرر الوطني ؟ التطبيع خيانة ؟ اموال الشعب ؟ لوبيات ؟ كارتيلات ؟ الشعب يريد ؟ .....وماذا بعد ؟ ماهي مدة صلاحية هذه السردية ؟ كم تدوم كسردية قادرة على التعبئة ؟
ويعدين يا حسين ؟ ....لا جواب ....