من المعلوم ان امين الحزب الشهيد كان قد شبه الكيان في خطاب التحرير سنة 2000 ببيت العنكبوت في احالة الى الاية "مَثَلُ ٱلَّذِينَ ٱتَّخَذُواْ مِن دُونِ ٱللَّهِ أَوْلِيَآءَ كَمَثَلِ ٱلْعَنكَبُوتِ ٱتَّخَذَتْ بَيْتاً وَإِنَّ أَوْهَنَ ٱلْبُيُوتِ لَبَيْتُ ٱلْعَنكَبُوتِ لَوْ كَانُواْ يَعْلَمُونَ" (سورة العنكبوت) ، وقد استعاد ناتنياهو هذا التشبيه بعد ارتقاء الرجل وقال في لهجة انتصار وهمي كاذب : " لقد قتلناه ولن يقول بعد الان ان " اسرائيل " هي بيت العنكبوت فهي اقوى مما يتخيل " .
من الواضح ان ناتنياهو لم يستطع ان يفهم من التشبيه اكثر من وجه الشبه مع خيوط البيت التي يمكن تمزيقها بسهولة .ولعله اليوم وهو يواجه ازمته الحكومية بعد اقالة غالانت يستطيع ان يفهم المقصود ببيت العنكبوت حين يتأمل جيدا الانقسامات الداخلية العميقة التي يواجهها هذا الكيان المصطنع منذ سنوات .
يذهب المفسرون الى ان المقصود قرانيا بوهن بيت العنكبوت ليس فقط ضعف خيوطه بل اساسا تركيبته الداخلية التي تجعله قابلا للانفجار في اي لحظة وهو بالضبط ما قصده الشهيد الأمين حين وضح في مقامات عديدة ان هذا الكيان لا يملك شروط الاستمرار فهو تركيبة مصطنعة قابلة للتفتت لو واجه ما يكفي من ضغط وصبر على الصمود في استنزافه بفضل مقاومة مصممة .
من اهم معاني وهن بيت العنكبوت انّ الأنثى تقوم بقتل الذّكر بعد أن تنجب الأولاد وتلقي به خارج البيت . وقد تقوم بقتل البعض من اولادها إذا لم تجد ما تأكله..ويقوم الاولاد عندما يكبرون بقتل اﻷم وإلقائها خارج البيت .وذاك هو المقصود بأن " اوهن البيوت هو بيت العنكبوت " وهو الوهن المعنوي لا فقط الوهن الحسي للخيوط .
نهاية الكيان ستكون بانفجاره الداخلي وصراع مكوناته وعودة مستوطنيه الى بلدانهم الاصلية حين لا يقدر على الاستمرار في مواجهة الايلام الذي تسببه له مقاومة صامدة .
غالانت هو اول قطع الدومينو التي سيقتل بعضها بعضا في كيان قتلة الانبياء والأطفال …