المصطلح الذي اضحك أحد كلاب الحراسة الاغبياء حين استعملته ولم يفهمه
الحركة الديمقراطية تتقدم
كان يجب أن ننتظر لأيام الاعلام التونسي بمختلف تلويناته لنرى كيف يتفاعل مع عريضة كبار الأكاديميين والمفكرين، في أميركا الشمالية وأوروبا ، التي دعت إلى الإفراج عن رئيس البرلمان الشرعي ورئيس حركة النهضة الأستاذ راشد الغنوشي، وعن جميع المعتقلين السياسيين في تونس، والتي طالبت باستعادة الديمقراطية في البلاد.
لكن هذا الحدث الفارق لم يثر اهتمام ساحة اعلامية حمقاء دمرت على امتداد عشرية كاملة التشوف الديمقراطي الحداثي التونسي وحرمت تونس من مكانة متميزة في التاريخ باجهاض الربيع التونسي الذي ظلت تستهدفه بخلفية استئصالية نهضوفوبية حتى خر صريعا تحت ضربة 25 جويلية 2021 ليتفطن هذا الاعلام المحافظ اللاديمقراطي بعد أشهر انه سيكون ايضا من المستهدفين بعودة الحكم الفردي فتحركت بعد فوات الاوان نقابة الصحفيين وانتفض على طرف اللسان عدد من اعلاميي وصانعي الرأي ممن كانوا مخالب استهداف للانتقال الديمقراطي .
العريضة ، التي تجاهلها اعلام استئصال الديمقراطية، قال فيها المفكرون والأكاديميون البالغ عددهم 150، " إن التهم الموجهة للغنوشي (81 عاما) "ما هي إلا محاولة يائسة لاجتثاث واحد من الأصوات الأعلى التي تقاوم تدمير الديمقراطية في تونس، وتحويل الأنظار بعيدا عن الأزمات السياسية والاقتصادية والاجتماعية العميقة التي تعصف بالبلاد"، كما شددوا على أن الديمقراطية التونسية، التي تمثل الأمل الأخير للربيع العربي، تواجه عودة الاستبداد منذ 25 جويلية 2021 والانقلاب على الديمقراطية وتفكيك المؤسسات واستحواذ الحكم الفردي علي جميع السلطات.
واعتبر الأكاديميون أن اعتقال الغنوشي هو حرمان “تونس والمنطقة والعالم من أحد أبرز أصوات الاعتدال والديمقراطية (هكذا )، و خسارة فادحة تتجاوز حدود تونس إلى أصقاع الأرض”.
ومن بين الموقعين على الرسالة تشارلز تايلور، وجون إسبوزيتو، وفرانسيس فوكوياما، وفيليب شميتير، وكليمنت إتش مور، وأوليفييه روا(ي)، وفرانسوا بورغات، وجوسلين سيزاري، ونعوم تشومسكي، ولاري دايموند، وغيرهم كثير ممن يجب على من لا يطالع من اعلاميي الكيتش ان يفتح قاموس التراجم والسير ليتمكن من معرفة الأسماء الممضية .
هذه العريضة الفكرية تمثل بالنسبة للغنوشي وانصاره اكبر الفتوحات التي ما كان قادرا على تحقيقها بعد عشرية تم فيها استهداف اداء الطبقة السياسية والنهضة بالأساس من طرف اعلام تونسي تجند منذ اكتوبر 2011 بكل منصاته لاجهاض الثورة والديمقراطية وفسخ الاسلاميين من الساحة . كما تمثل هذه العريضة نصرا رمزيا كبيرا واعادة تموقع للغنوشي وحركته بعد ان حملت في السنوات الاخيرة الماضية تقارير اصدرتها اكبر مراكز الثينك تانك الغربية الاطراف السياسية التونسية ومنها النهضة مسؤولية تعثر الانتقال.
لقد تجاوز الغنوشي كل هذه الانتقادات بنجاحه في اجبار السلطة على وضعه في السجن حيث حصن الخط السياسي نهائيا على قاعدة القطيعة الجذرية مع 25 وفرض الحركة الديمقراطية السجينة طرفا اساسيا في الحل القادم ووضع السلطة في عزلة دولية وحرج اخلاقي عمقا وضعها الاقتصادي المنهار ....