سي حفيظ حفيظ الأمين العام المساعد للاتحاد العام التونسي للشغل متاع الخدامة التوانسة والشعب التونسي الكل ؛ وعوض ان يجيب منظوريه و عدد كبير من رفاقه في الهياكل النقابية المنتقدين بشدة للاتفاق المنتظر بين المنظمة و"حكومة الانقلاب وتوصيات الصندوق" ؛ يتفرغ لصياغة فقرة مختصرة للرد على جوهر بن مبارك السياسي والمواطن التونسي المنخرط زادة في الاتحاد ...لأن جوهر وغير جوهر من المختلفين مع القيادة الحالية للاتحاد ما عندهمش الحق يناقشو الاتحاد على خاطر الاتحاد هو متاع حفيظ حفيظ اكهو هو يحدد شكون يناقش ويعلق على اداء القيادة …
الأخطر من هذا ان مسؤولا نقابيا من الصف الاول في منظمة وطنية ينصب نفسه موزعا رسميا لصكوك الوطنية على غرار نظم الاستبداد التقليدي التافه ويتهم جوهر و"جبهة خلاصه" كما سماها سي حفيظ بأنها هي "ممن يستجدي السَفارات كي تتدخَل بلدانها في الشأن الوطني" (هكذا ..) دون ان يقدم على هذا الاتهام الخطير اثباتا الا اذا كان يعتبر اللقاءات مع السفراء والوفود الدولية التي قابلها رئيس جبهة الخلاص كما يقابلها الامين العام للاتحاد هي من قبيل " الخيانة الوطنية " التي لا تسمح لمرتكب هذا الجرم بأن "يتدخَل في مخرجات المسار التَفاوضي بين الإتحاد العام التَونسي للشغل و الحكومة" ( كما كتب حفيظ ) .
حفيظ حفيظ لا طاح لا دزوه زاد وطمأن جوهر بأن " الإتحاد لن يكون حطب نار لأيَة معركة" وهذا معلوم فلا أحد من حقه ان يدعو منظمة وطنية لأن تكون حطب معارك الا اذا كانت معارك الديمقراطية والحريات ومقاومة الحكم الفردي حتى تبقى فعلا " قرارات المنظمة سيادية " كما تباهى بذلك سي حفيظ وهو ما لا يبدو مؤكدا في هذه الاجواء التسلطية للحكم الانقلابي ما دفع احد القيادات النقابية القطاعية الى التعليق على المفاوضات الاخيرة لمنظمتنا ومنظمته العتيدة بأنها مفاوضات " اوامر الصندوق " مما يجعل البيت الزجاجي الذي يتحدث عنه حفيظ هو بيته الذي يبدو ان اول من هو بصدد رميه بالحجر نقابيون من رفاق حفيظ و على يمين حفيظ ويساره …
في ختام فقرة رده اعلن حفيظ حفيظ بكل حزم مخاطبا جوهر انهم (يقصد الاتحاد الذي يقوده الان ) " ضدَ العودة إلى منظموتكم السَابقة منظومة الخراب" وهذا حديث يطول فيه النقاش لأن الحكاية فعلا تحتاج الى اعادة صياغة كاملة حتى نتمكن من الاتفاق على " اثبات نسب المنظومة السابقة" التي اسقطها انقلاب 25 جويلية لأن تحديقا جيدا في ملامحها سيؤكد انه من الصعب ان تكون منظومة جوهر او غيره ممن كان لهم شرف التصدي للانقلاب من يومه الاول وانها على ما يبدو هي المنظومة التي كان الاتحاد لاعبا رئيسيا في تسييرها وممارسة القرار في خياراتها الكبرى منذ مؤتمر طبرقة الذي نجح فيه حفيظ وصولا الى الحوار الوطني وما بعده من تسويات وان اسقاطها بانقلاب القوة القاهرة ليسقط معها مسار انتقال متعثر سوف يكون سقوطا مطردا ومتفاقما للمرحلة " السيادية " لكل المنظمات و الاجسام الوسيطة والمستقلة …
عندما يصيب العمى التكتيكي والاستراتيجي عقول المسؤولين الاوائل في طبقتنا السياسية و النقابية وعموم نشطاء الساحة المدنية ...سيكون عندها افتعال المعارك الجزئية مع غير الخصوم الحقيقيين وسيلة لإخفاء الهزائم الاصلية في المعارك الرئيسية ....