فلنفترض جدلا ان خيار " الانتقال الديمقراطي " كان فاشلا وفاسدا كما أجمع على ذلك كل من ساند انقلاب 25 جويلية من المنظمات الوطنية وعلى رأسها اتحاد الشغل الى كل الاحزاب والتيارات والشخصيات " الوطنية " التي اعتبرت ان كل من قاوم هذا الانقلاب واعترض عليه في ايامه الاولى مجرد " باراشوك للنهضة " ونصيرا لمنظومة 24 جويلية .
ولنفترض ايضا ان انهاء " ديمقراطية دستور 2014 " و غلق البرلمان بدبابة وممارسة تأويل متعسف للفصل 80 واعلان حكم الفرد " القوي والنظيف " هو السبيل الوحيد للتخلص من حكم " الاخوان " الفاسد والبرلمان " المهزلة الذي سالت فيه الدماء " وان كل الانتخابات السابقة التي جرت منذ 2011 كانت مزيفة لأن " النهضة " كانت تملك " تمويلا خارجيا " وتسيطر على الاعلام والادارة و هيئة الانتخابات وتتلقى الاسناد من الامبريالية الامريكية والقطرية والتركية في مواجهة تيارات سياسية وطنية " عزلاء " من المال ومحرومة من الاعلام " النهضاوي " في الوطنية 1 وباقي الاذاعات والتلفزات الخاصة .
ولنفترض ايضا ان "العشرية السوداء" كانت عشرية "الاخوان" الذين اخترقوا القضاء والامن فتستر عن ممارساتهم الارهابية و غرفتهم السوداء وصفحاتهم الفايسبوكية وذبابهم الازرق وتنظيمهم السري و" نمائهم" و"ستالينغوهم " وكل جمعياتهم الخيرية القطرية والتركية .
لنفترض كل هذه الفرضيات التي اجمعت عليها " القوى المدنية الديمقراطية "من صديقينا سامي وسمير ومنظمتنا الشغيلة وصولا الى حبايبنا زهير المغزاوي ومحمد عبو وعبير موسي مرورا بكل انصار قيس سعيد في الداخل والخارج وعموم " الشعب التونسي " الذي نزل " بعشرات الالاف " يوم 25 جويلية ليقول : لا لحكم النهضة ولا للديمقراطية الفاسدة ...هذه اللا التي هبت كل النخب الاعلامية والسياسية من نقابة الصحفيين الى رابطة حقوق الانسان و من كل ( اقول كل ) الاحزاب المعادية " للاخوان " الى ترديدها على امتداد اشهر في البلاتوات الوطنية والعربية وما وراء البحار …
لنفترض كل هذا …كيف فشل هذا الطيف الواسع في تحويل 25 جويلية الى " فرصة حقيقية " للاجهاز على النهضة وباراشوكاتها وبناء الديمقراطية الشفافة النظيفة الطاهرة وراء قيس سعيد ؟..لماذا لم يتمكن هذا الطيف الهادر من القوى والشخصيات على حشد الشوارع بالالاف لإجبار "الاقليات" التي قادها ما يسمى " مواطنون ضد الانقلاب " على العودة الى جحورها ولإجبار الرئيس النظيف على الذهاب بالمشروع "التصحيحي" الى اقصاه ؟ واعلانها بلا تردد ولا ترمرم " حنحارب …حنحارب " ..
لنفترض كل هذا …وليجبنا التصحيحيون " المرتدون " على سؤالنا …دون ذلك …سأتمنى ان يواصل رئيس 25 قيادة جرافته حتى يهدمها ويحولها رمادا وكدس حجارة …هذه اوطان تحتاج دروسا في التخريب على راي مظفر يا ابناء ال…..حديثة.