للنقاش ....لا سرية ..علنية علنية …الوظيفيون و حمقى الوظيفيين ..ابعدونا ..لستم مهمين
يتشكل المشهد الوطني المتصارع على الترتيب القادم لتونس الديمقراطية من القوى الرئيسية الاربعة التالية بمكوناتها الجزئية الداخلية :
اولا : الدساترة / حزب النظام المتصدع بين خيارين ( القبول بالإصلاح و الانجاز او مواصلة المناورة و العناد و الحنين للماضي الاستبدادي الفاسد ) ..
ثانيا : الدولة ( العميقة ) و اعمدتها ( الاجهزة و المنظمات الاجتماعية ) الميالة الى وجود قوى سياسية تذهب الى الاصلاح و الانجاز و التغيير لتضمن استقرار تونس وسط اقليم متحرك و شعب عقلاني يريد الاصلاح …
ثالثا : النهضة المدفوعة بطبيعة انصارها من ابناء الشعب المستبشرين بالحرية و الطامحين لانتصار الثورة. و المحكومة برئيس براغماتي يدرك المعادلات الدولية و يخشى تكرار اخطاء حملت عليه في سنوات المحرقة في مواجهة نظام لا يؤتمن جانبه و نخبة وظيفية معادية و مشهد دولي يريد اسلاميين بلا مخالب و قيادات نهضاوية بلا مشروع و لا افكار الا هواجسهم الذاتية في فضاء سياسي فارغ بلا قوى ثورية …
رابعا : القوة الشعبية ( الناس ...ما يسميه البعض جماهير شعبنا ) من حيث هي القوة البشرية الثورية الديمقراطية الوطنية غير المنخرطة حزبيا و لكنها كتلة الحسم انتخابيا و هي التي عدلت مع المنظومة القديمة في 2014 رغم ان النظام كان مع هذه القديمة اعلاما و اجهزة و نخب و قطاع طرق و اغتيالات و ارهاب و تحريك اجتماعي لبؤر الاحتقان و اعطت مع ذلك للمرزوقي قرابة خمسين في المائة امام المرحوم الباجي ( لن نتحدث على امكانية تزييف 200 الف صوت و كنا ننجمو نربحو ) ..
هذه القوة عادت في 2019 لتمسح القديمة ( قلب تونس الذي احرز 38 مقعدا هو شعبوية تلامس الثوروية و لا تحيل على القديم الندائي و تحيا تونس الذي احرز 14 مقعدا ميز نفسه عن القديم الفاشي و القديم الفاشي كان اقصى تعبئته 17 مقعد) و تطرد قطاع الطرق نهائيا و تقرص اذن النهضة دون وجع ( تركتها الاولى بفضل قاعدتها الحزبية الملتزمة لكن دون قوة كبيرة ) و تضع " ثوريا غير ايديولوجي و لم يعرف عنه استئصالية استقطابية " في القصر الرئاسي و تعطي قرابة السبعين مقعد لعناوين ثورية غير استئصالية تصورتها مختلفة عن قطاع الطرق و فاشية النظام ( كرامة ..تيار ...ح شعب ..مستقلون ) ..
هذه القوة الثورية الوطنية الديمقراطية هي الضمير العام للشعب الذي يغضب على السياسيين ليس لانهم ثوريين بل لانهم ليسوا ثوريين كما بجب و يعاقب كل من يخلط ثوريته بالاستئصالية ( الشعب حين يغضب على النهضة ليس لكي ينصب جماعة يا غنوشي يا سفاح ...بل لكي ينتخب ثوري ديمقراطي غير فاسد مثل بن علي و لكن ايضا غير استئصالي مثله ) .....
الان و نحن نتجه الى ترتيب مشهدنا القائم على انقسام افقي يشق القوى الثلاثة اعلاه و تقف فيه القوة الرابعة حكما قادما كعادتها يطرح نظريا و عمليا سؤال العنوان السياسي الذي يعبر. عن هذه القوة لإنجاز التسوية مع القوى الثلاثة الاولى على قاعدة الثورة .
يجب ان نصوغ هذا العنوان السياسي على قاعدة ما ذكرناه من مضامين موجهة دوما للقوة الرابعة ( الناس ) ...قبل ذلك يجب ان نحسم السؤال : هل انتهت العناوين التي اختارها الشعب في 2019 لتمثيل هذه القوة الرابعة ( نقصد الكرامة ...التيار ..الشعب ..نواب مستقلون ) و هل نخرجها جميعا من دائرة المشروع ؟ كلها ام بعضها ؟ ام نواصل اعتبارها طرفا ممكنا في بناء العنوان السياسي القادم بعد ان ندفع داخلهم بالتيارات العقلانية اي الثورية الديمقراطية الوطنية ؟
في انتظار نقاشكم …