عندما قلنا بعد الانقلاب ان الاصطفاف السياسي هو نفسه كما كان في مرحلة المعارضة الوطنية للتسلط النوفمبري قبل الثورة لم نكن مخطئين :
قيس سعيد تساءل كيف يلتقي اليوم في رفض انقلابه معارضو الترويكا في اعتصام الرحيل ( هو تبنى تسمية الروز بالفاكية ) مع من عارضوهم سابقا في 2013 ..طرح بن علي نفس الفكرة في خطابه في مارس 2006 حين اشار الى التقاء غير طبيعي بين اقصى اليسار مع اقصى اليمين ( يقصد وقتها 18 اكتوبر ) ...و الاشارة الى انه تخطيط و مؤامرة دولية ...يا ربي نفس التهمة ..نفس التهمة .
نفس تنظيمات و حلقات و حزيبات و شخصيات الخدمة الوظيفية لنظام بن علي هي التي قادت الهجمة على زعماء المعارضة بتهمة الخونجة حين عارضوا بن علي جنبا الى جنب مع النهضة و المؤتمر و التكتل و هم بالضبط اليوم بدون ان ينقصوا او يزيدوا ( الا بعض نكرات بعد مطر ثورة 2011 و حشود قيس الضحوكة ) من يسحلون حمة الهمامي و نجيب الشابي و منصف المرزوقي لانهم يعارضون الانقلاب و بنفس التهمة ....الخونجة و " العمالة "...يا ربي يعيدون نفس التهم خدمة للتسلط و الحكم الفردي …
حتى من يراجع موقفه من قيادات الاحزاب التي ساندت الانقلاب يقع له من داخل حزبه و خارجه نفس ما وقع للمرحوم احمد ابراهيم حين غير خط حركة التجديد من المساندة النقدية (التي بدأها سي محمد حرمل) الى المعارضة الواضحة منذ اواسط الالفينات ...حيث يتم اطلاق الذباب الحزبي عليه و يتم التبرؤ منه ضمنيا ... و النبز و اللمز له في تدوينات زملائه القياديين...يا ربي نفس طريقة الفرارات ..نفس طريقة الفرارات …
نفس الشيء....نفس الشيء...انه التاريخ يعيد نفسه في شكل مأساة و مهزلة ...انهم مهزلة ...يسهلون علينا الفهم .