مسرحية تافهة ..بعد ان شعرت ان تحركها فاشل ..احضرت طبيبا ليعلن لها في المباشر ان عليها المغادرة للعلاج ...تحاوره بتمنع الصامدين في الميادين : انا عندي ثقة فيك كان انت ...العلاج ما ينجمش يكون هنا ؟ ...فيقول لا ...و ستستسلم البطلة لأمر جمهورها و تغادر للعلاج ... سينتهي تفاوضها مع الطبيب بالمغادرة ...لتنتهي مسرحية اخرى مرة اخرى في انتظار استعراض تافه اخر …
رغم ذلك انا من رأي الصديق عبد الرزاق الحاج مسعود اذ يبين في احدى تدويناته انه يصدق في خصوص تصدر هذه الظاهرة اللاسياسية التافهة لاستطلاعات الراي ..انا اصدق ايضا ....
هذا مشهد تعيس بلا أفكار لمدة عشر سنوات اصاب التونسيين بالقرف من السياسة التي رذلها مشهد حزبي و اعلامي غارق في الفراغ و العبث ...مشهد لا يمكن الا ان يفرز هذه الكائنات التافهة التي نراها في البرلمان و على رأس المسؤوليات الكبرى في البلاد و على رأس فاعلي المشهد السياسي ....
هذه التافهة ليست الا واحدة من كثير من التافهين و التافهات الذين يحتلون المشهد يمينا و يسار و وسطا ...ان لنا ما نستحق في لحظة لم يتحمل فيها احد مسؤولياته رغم قناعتي بأن الساحة السياسية التي صمدت في عهد التسلط تضم اغلبية من صانعي الافكار و من القيادات و النشطاء المهمين و انا متأكد ان التفاهة اقلية لكنها للأسف هي السائدة ..
لكن ماذا وقع يا الله ؟ ....يا الاهي نحن لا نستحق هذا ...هل تاريخ الدساترة و اليسار و الاسلاميين و القوميين و الليبيراليين و ما انتجه من افكار كبيرة و زعامات محترمة يمكن ان ينتهي اخيرا بالبلاد الى مشهد تسيطر عليه هذه التافهة و اشباهها من التافهات و التافهين في مقابلها ؟ …
يا الاهي هناك امر غير طبيعي قد حدث ...لماذا يسيطر التافهون و التافهات على الركح في حين يغيب عن الضوء من يستحقونه ...في الاحزاب يتصدر التافهون و تتحول القيادات التاريخية الى مجرد مرددين يخافونهم .. في الثقافة . في الفن .. في الاعلام ...في الرياضة .. هل هي ضريبة الشعبوية ؟ ...ام ضريبة تخاذل الفاعلين الحقيقيين ؟ ..انه فعلا الخراب …