الأطلسي الصهيوني بقيادة الأمريكي مازال سيسمح لنتنياهو بمواصلة الابادة مادامت النظم العربية تواصل مساندة الكيان وضبط الشعوب العربية التي تم اخراج اغلبها من مدارات الفعل والتغيير .
رغم ذلك مازالت المقاومة تملك الميدان والتحكم مما يجعل الكيان خاسرا للحرب مهما رفع من ضريبة الوجع وهو ما يعني ان الحرب ستتواصل في شكل حرب استنزاف لأشهر أخرى ما لم يقع حدث كبير ينهيها رغم ان مؤشرات كثيرة تؤكد ان الأمريكي يشعر بأن الخطر بدأ يقترب من زعزعة امنه القومي خصوصا وان امريكا على ابواب انتخابات تبدو فيها غزة ناخبا رئيسيا في كل الولايات .
البنتاغون والدولة العميقة على العموم تتصرف غالبا بمعزل عن ضغوطات الحدث الداخلي الجزئي لكن خطر عودة ترامب على المخططات الدولية لأمريكا سيدفع الى اجراءات عاجلة تحد من هذا الخطر ولعل التقرير الاخير ل CIA قد حدد بوضوح الوضع الحرج الذي تعيشه القوة الأطلسية في مواجهة قوى المقاومة في المنطقة وفي مواجهة الروسي والصيني .
الميناء العائم غطاء تحيلي للحضور الميداني الجديد للقوة العسكرية الامريكية ولفرض الترتيب الجديد في المنطقة عبر شبكة الموانئ والطريق الجديد .ترتيب سيتم فيه اعتماد الكيان قوة رئيسية( بحضور عسكري امريكي مباشر) تدور حولها ممالك وامارات وجمهوريات التطبيع العربي للهيمنة على ثروات المنطقة وعلى رأسها ثروة الغاز في البحر المتوسط في سواحل لبنان وسوريا وفلسطين المحتلة واهمها في بحر غزة والضفة .
محور المقاومة بجبهاته يعي جيدا هذه التحديات ومتفطن لكل المخططات التي يتم اعدادها للمنطقة في البر والبحر وفي التقسيم الجغرافي وحتى في اعادة الهندسة الثقافية والعقلية للشعوب ، ولذلك يخوض النزال ويستبق المعارك بعقل استراتيجي دقيق وما حرب البحار التي فرضها اليمني الا دليل على التخطيط العقلاني لمواجهة كل المؤامرات التي تحاك بصمت بين الموانئ والمعابر والارصفة وحين تعلن المقاومة اللبنانية شعار : "من كريات شمونة الى حيفا وايلات" فمن الواضح انها تؤكد اليقظة الاستراتيجية للعقل المقاوم .
نقطة الضعف الوحيدة في هذه المنازلة الرهيبة هي غيبوبة الشعوب العربية من غير شعوب الحاضنة المقاومة وحالة الاختراق الرهيب للنظم العربية التي تتسابق على دور وظيفي في الترتيب الاطلسي الصهيوني للمنطقة : تسليم رأس المقاومة مقابل حصة في توزيع الريع الطاقي لضمان صمت شعوبها وضمان استمرارها في الحكم....