أنا أحب دائما رواية المسلسل من حلقاته الأولى.. يكون وقتها للبكاء والاحتجاج معناه ويكون للقصة مقدمات وعقدة وخواتيم ..
اذا كان لابد من سرد للحكاية من بدايتها فليعلن " الباكون الجدد" على وضع الحريات تضامنهم مع الفوج الاول من قيادات الحركة الديمقراطية المعتقلين من اسلاميين ويسار ديمقراطي وليبيراليين بسبب محاولتهم منذ اللحظات الاولى ل 25 أن يجتهدوا في كيفية اخراج البلاد من أزمتها السياسية عبر انقاذ توافقي لمسارها الانتقالي الذي كان متعثرا غير منجز اجتماعيا دون شك ولكنه كان مع ذلك عنوانا لشرف تونس ورأسمالها الرمزي كمهد لربيع الحرية وكان ،على علاته ، خلاصة منصفة لتاريخ حركة المعارضة التونسية التي يمتد عمرها على اكثر من خمسين سنة حاولت فيه بتياراتها المختلفة اقناع "الدولة الوطنية " ان تونس تعددية او لا تكون .
احب كثيرا سرد الحكايات من أوائلها لأن بكاء الكثيرين ونديبهم الحالي وتقعرهم الان، بعد ما جرى لمالطا ، شعرا ونثرا في رثاء الحرية والديمقراطية لا يثير في قلبي الحجري اي مشاعر فمازلت اذكر جيدا السنتهم الحديدية وهم يسلقوننا بها حين اطلقت "الحركة الديمقراطية حقا" حراكها في مضاددة الانقلاب على الدستور والانتقال وتفنن كثير من بكائي اليوم في انتقاء الالقاب لنا من " الباراشوكات " الى غيرها من مظاهر الجيمناستيك التحليلي الخارج من مدرسة تحالف ثلاثي الشعبوية والوظيفية والفاشية الممهد لسرقة المصحف الديمقراطي الذي اراهم اليوم يبكونه فأتساءل متمتما بابتسامة المرارة "كلهم يبكون ... اذن من مهد لسرقة المصحف الديمقراطي يا ابناء الذين ؟؟؟ " .
احب سرد الحكايات من صدورها اما الأعجاز فخاوية لا تثير في قلب الفتى اي " اعجاب " بالصارخين في الاوقات الضائعة ....
كل التضامن مع قيادات الحركة الديمقراطية من اسلاميين ويسار ديمقراطي وليبيراليين ممن حاولوا منذ اللحظات الاولى ان يقولوا ل" الدولة الوطنية " : "تعالي نصلح مأزق الديمقراطية بمزيد من الديمقراطية ليرضى شعبنا اما حلول الشعبويات والوظيفيين والفاشيين فلا افق لها ."
تحيتي للصديق صافي سعيد ...وعباراتي اللطيفة للصحفية خولة بوكريم ...حدثان في الخواتيم ولكنهما بنكهة القصة من بدايتها ..لذلك لا ارى حرجا في التحية والعبارات ...غير ذلك ...ليت الفتى حجر …