في قراءة اولية للتسريب الصوتي للسيد منذر الونيسي واذا افترضنا صحته لم أجد في الحقيقة جديدا في خصوص العرض السياسي الذي قدمه فقد سبق له التعبير عنه في خروجه الاعلامي : التجديد القيادي ومراجعة الخط السياسي في اتجاه تخفيض القطيعة السياسية مع ما يسمى بالأمر الواقع .او ما يسميه البعض بالتحول من موقع المقاومة الى موقع المعارضة …استعملنا مفهوم المقاومة السياسية ونحتنا هذا المصطلح في فترة مواطنون ضد الانقلاب ولا نرى أحدا يحسن استعماله الان بالمعنى الذي وضعناه .
في خصوص لقائه بعائلة جنيح بدا الرجل حاسما في رده بشكل لا يتناقض مع خيارات حركته ولكن ذلك يحيل على الديناميكية السياسية التي أحدثها تعيينه من طرف رئيس الحركة كما يحيل الى تاكيد ما نلاحظه من مركزية هذا الحزب في المشهد السياسي ما يجعله"موضوعا " ومدار عمل واختلاف حوله وبه ومعه من جهة الحكم والمعارضة.
يبقى الان تحرير الخلاف داخل النهضة حول المؤتمر باعتبار ان الساحة لم تسمع المرافعة السياسية لخط الانجاز وتبايناته وخط التأجيل وتبايناته اذ يتعلق الامر في الحالتين برؤى سياسية تعبر عنها اجنحة متعددة.
بالنسبة للهجة نائب الرئيس و" لغته" او موقفه من بعض رفاقه في القيادة هذه مسألة تتعلق بلوحة القيم والمسألة الذاتية والمسلكية في الحزب وليست معطى يعنينا في التحليل السياسي .
في المقابل تعنينا في عملية التحليل السياسي للتسريب و تحديد المستفيدين والمتضررين منه ان نأخذ بالاعتبار المحاورة لنائب الرئيس الاستاذة شهرزاد عكاشة التي لا ننظر اليها في تحليلنا السياسي للحوار على انها مجرد صحفية بل ناشطة سياسية منخرطة في الصراع السياسي ومعركة التأثير في تموقعات أكبر الاحزاب المناهضة للانقلاب والمؤثرة في مستقبل البلاد والاقليم .