لم يعد هناك من شك ان 25 جويلية لا يرى مقابله الا 26 /18 سبتمبر من "مواطنون /ات ضد الانقلاب" ..هذا ما تؤكده خطابات سلطة الانقلاب و ضجيج اذرعه الاعلامية و السياسية الظاهرة و الخفية في الفضاءات التقليدية و على هذا الفضاء الافتراضي
و هذا ما استخلصه المراقبون داخليا و خارجيا = انقلاب vs مواطنون ضد الانقلاب . هكذا بدأت ملامح المشهد منذ 18 سبتمبر و توضحت في وقفة العز يوم 26 سبتمبر ..الباقي تفاصيل.
حراك الحرائر و الاحرار " مواطنون ضد الانقلاب " ذهب الى اكبر تحديات المنازلة عبر المواجهة في قلب سردية المنقلبين وهي " المشروعية الشعبية " من خلال شارع الثورة و فرض الحرية على قاعدة المنافسة الاخلاقية في تمثيل ثورة 14 /17 و مكسبيها الرئيسيين الدستور و الانتقال الديمقراطي بعيدا عن تحميل المسار مسؤولية رثاثة مشهد 24 او ادعاء تمثيل 17 ديسمبر دون 14 جانفي او مواصلة وصم شرف معارضة الانقلاب بخدمة النهضة و استحضار استقطابات وظيفية استعملها الاستبداد و اشتغلت عليها الثورة المضادة حتى اصبحت خرقة بالية لا ترددها الا "نخب" ادمنت عرض ظهورها مركوبا لكل مستبد حقيقي او مفترض .
استعمال الاصوات المشروخة و وجوه قلة الحياء الازلي من "نشطاء" و ماكينات صدئة للتعبئة لما يسمى برد 3 اكتوبر في الشارع اسقط منذ الان قيميا انقلابا لم يبق في صفه الا مفوتون تاريخيا ينتظرون عسلا من مؤخرة انقلاب يحقق رغباتهم الغرائزية في ترتيب موازين القوى السياسية بالقوة القاهرة للدولة كما فعل المخلوع الهارب لمدة 22 سنة كانوا معه يده التي يبطش بها و عقله الذي يفكر له و اصبحوا بعد هروبه مجرد مكاسير طموحات سياسية محروقة او "رهدانة" متمحمحين على كرسيين يحسبون كل تراجع او تعثر للمسار الثوري الديمقراطي سراب مضاددة يتمنون انتصارها .
انتهى 3 اكتوبر من الان و لن تكون له قيمة اكثر من زعيق حراقة الدساتير المنتدبين من الشوارع الخلفية للجان الاحياء و الوشاية القديمة .
في معارك المشروعية الشعبية لا تحسب اعداد الحشود فقط، بل تحسب ايضا القيمة الاخلاقية للوجوه التي تساهم في تحشيدها هل هم من الشرفاء او من نخب الارتزاق من الاستبداد من فنانين و اعلاميين و اكاديميين مضروبين .
في معارك المشروعية الشعبية تؤخذ بعين الاعتبار ايضا نوعية الحشود و مضامين الرسائل السياسية في التحشيد .فالفوارق واضحة بين جماهير تنطق جملا سياسية بشعارات تسندها قبضات ترتفع نحو سماوات المجد و بين حشود تنطق جمل البذاءة بأياد تمتد افقيا لتلوح بإشارات قلة الحياء ....
اما الفارق الاهم و الاساسي فهو ان : الف واحد يحتشد في مواجهة سلطة انقلاب غاشم اعظم سياسيا من الاف تحتشد لمناشدة سلطة مدعومة بالقوة الصلبة للدولة ...الالف الاول مكافحون يضعون ارواحهم على اكفهم ضريبة للحرية و الالاف الثانية متزلفون يبايعون على عبوديتهم خوفا او طمعا او استجداء لسلطة تنجز مكانهم ما عجزوا عن انجازه في معركة ديمقراطية تحت القانون و الحرية .