كلمات ضرورية لمن يحسن قراءة جمل تلمح ولا تحتاج ان تصرح
نعلم جيدا حقيقة الانقسامات الهووية و الايديولوجية والسياسية التي عطلت مسار الانتقال الديمقراطي والمصالحات التاريخية و بناء السردية الوطنية المشتركة بعد ثورة 2011 و نحن في المبادرة الديمقراطية / مواطنون ضد الانقلاب كائنات سياسية حية تتطور و تتفاعل مع تاريخ البلاد و تحدياته و تدرك الحاجة الى صياغة المشروع الوطني الجامع على قاعدة الوفاء للدولة الوطنية التي نعترف بمكاسبها و نصر على تصالحها التجديدي مع مجتمعها المنقسم بين مركزه وهوامشه و المتطور في احتياجاته الى شحن المشروع الوطني الجديد بقيم الديمقراطية و الحقوق الكونية مع قيم العدالة الاجتماعية و توحيد المجال التنموي .
جزء من " السيستام " في جناحه المعارض للانقلاب منذ يومه الاول والماسك لمراكز النفوذ الاعلامي و الاداري في البلاد و هو يتصدى بسقوفه المعروفة ل25 جويلية لا يريد ان يكف باستمرار عن مواصلة مهاجمتنا من منطلق اعتبارنا ممثلين للخط الجذري في انتقال 2011 والمختلط دائما في اذهان هذا الجناح بالمكون النهضاوي او المحافظ او الثوري الذي يصنفه باستمرار في مواجهة " دولته الوطنية و حداثتها ومدنيتها " التي يصر هذا الجناح من السيستام على اعتبارها اصله التجاري و اعتبارنا " الهامش " الذي اقتحم مجالهم منذ 2011 .وهذا التوصيف للاقتحام ليس خاطئا في المطلق ولكن الخطأ هو في اعتباره اقتحاما بلا مشروعية لأنه في الحقيقة حتمية تاريخية فرضتها شرعية انتخابية و شعبية كان لابد ان تصحح شرخا في مشروع الدولة الوطنية منذ فجر الاستقلال .
ما يثير ابتسامنا و تفهمنا اكثر ان هذا الجناح الذي نقدر معارضته للانقلاب و انحيازه للديمقراطية هو محاولته المكشوفة التعاطي المتذاكي مع مكونات المبادرة الديمقراطية / مواطنون ضد الانقلاب بماهي مكونات متنوعة جسدت التسوية التاريخية عبر محاولة التمييز بين قياداتها في محاولة يائسة للتمييز داخلها بين خطين يحاول " السيستام " ان يصادق احدهما و يعادي الاخر عبر التمييز في توزيع كمية " الهجمات الممنهجة" ضد بعضنا او المجاملات والاحتفاءات الملغومة ببعضنا الاخر في سياق ما عرفناه من تمايز هذا الجناح في سياسته الاتصالية عن الجناح الفاشي لكن دون ان يغادر اساليب الوظيفية الرثة .
المبادرة الديمقراطية / مواطنون ضد الانقلاب عنوان مركب متنوع، ولكنه متماسك في سردية موحدة بين قيادات و نخب و جمهور و احزاب ربما اتت من مواقع كانت متقابلة في استقطابات 2013/2012 و قد يكون المكون الاغلبي داخلها اقرب الى ما يعرف بالمجال الثوري ويسميه البعض محافظا، ولكن الارضية المشتركة حاليا واستراتيجيا هي الطموح لصياغة مفردات المشروع الوطني القادر على صياغة التاليفية الخلاقة القادرة على تجاوز الشروخ المصطنعة في تاريخ تونس المستقلة .
هذا التوضيح ضروري حتى نؤسس لمناخ اطمئنان حواري متبادل يكف عن وهم الاشتغال على تناقضات مغلوطة نزعم اننا نعمل على تجاوزها مع من اراد ان يجنح من سيستام " القديمة " الى مشترك وطني تتوفر كل مقومات بنائه على قاعدة جديد دستور 2014 و ثورة 2011 بل وتتوفر كل مقومات تعديله في افق بناء الاتفاق على المستقبل بعيدا عن خلافات الماضي ...دون ذلك ...ستكون معنا قوة حتميات التاريخ واحكامه ولن يبقى معهم غير اوهام القديم الذاهبة قوته الى مجاهل النسيان ....لا تحاولوا في الاسلوب الاول ...جربوا الثاني لمصلحة البلاد مرة اخرى .