من الصعب، بل من المستحيل ..لنقل من المستبعد ان يترك حزب مثل النهضة ثغرات في تصرفاته المالية او في علاقة بقضايا العنف و الارهاب و هو يعرف نفسه مستهدفا بالمتابعة الدقيقة من النظام الحاكم الذي يتنافس معه منذ 2011 على حكم البلاد من داخل الدولة وقبل ذلك التاريخ من خارجها .
ليس هناك شك في ان حزبا يتنافس في سنه و حجمه مع حزب الدستور المنحل يملك بطبيعة الحال تعاملات مالية و علاقات دولية معقدة ومتشابكة و لاشك انه كمنافسه من تنظيمات وغرف السيستام سيملك بالضرورة شبكة من الاذرع الجمعياتية والاعلامية والرصيد البشري المتداخل لكن يصعب جدا ان يترك حزب النهضة ثغرات يمكن استهدافه قانونيا من خلالها وهو الذي خاض اكثر من عقدين تجربة سجون ومنافي علمته الحيطة القانونية حتى يمكن قياداته من الحد الادنى من شروط التحرك داخل البلاد و في بلدان غربية تراقب جيدا التجمعات السياسية.
لكن مع ذلك سيبقى الانقلاب يعتمد استهداف الاسلاميين باعتبار هذا الانقلاب اداة مؤقتة لترتيب جديد لمشهد سياسي لن يتم ترتيبه مستقبلا الا بتحجيم محدود للنهضة وباعتبار انه لا امكانية لادارة وضع سياسي معقد يتم تفكيكه واعادة تركيبه الا بمعالجات موضعية يكون فيها استهداف النهضة ساترا دخانيا لجملة اخرى من الممارسات او المعالجات الموجعة .
الترتيب الفرنسي للمشهد التونسي يبدو انه هو السيناريو الذي انتصر وتقديرنا ان اضعاف التيار الاسلامي باعتباره الشرط الاساسي للديمقراطية الوطنية الكاملة سيؤدي الى ضعف كل الديمقراطيين الصادقين و تمكين الوظيفيين مرة اخرى من التحكم في ديمقراطية شكلانية لن تحقق ما ينتظره الناس من اعادة بناء المشهد السياسي ....هناك ديمقراطيون، بل هناك حتى جناح في انقلاب 25 ( وهو الاقوى ) سيتفطن الى هذا الخطأ بقبول الوصفة الفرنسية ....لكن ربما فات الاوان …