هتاف الأرض الى ملكوت السماء :يسقط يسقط الانقلاب.. لم انم جيدا ليلة البارحة… كانت الروح تضج بالمشاعر المتناقضة فتمنع جسدا ضاق عنها من سكينة الاستسلام الى نعاس الغباء …مشاعر العزة والتصميم وثقة انتصار دم المظلومية على سيف القهر الأعمى ..و مشاعر السؤال : نعم نستطيع لكن مالعمل ؟
كانت الليلة شبيهة بعجائب الاساطير الملحمية …شاب مصمم امام استبداد صامت مرتبك تودعه الى محبسه اصوات الهة الحرية في استعادة لقصة الخلق بعنوانها الأعظم : الأنثى هي الأصل …
شيماء عيسى هذه المرأة الشابة …ابنة فنان وسجين سياسي سابق…فتاة عنيدة تجمع بين حداثة جيلها واصالة امها …نذرت نفسها منذ عام ونصف لمعركة سيزيف مع صخرة التسلط ..
ايناس حراث ..محامية شابة .ومناضلة طلابية في زمن الصمت النوفمبري …بنت نقابي في التعليم الثانوي عرفناه اسما وسيرة رمزا من رموز القومية العربية حين كان للفاعلين السياسيين مدارس وسير حتى لا يكونوا نكرات " بدون " …
سميرة الشواشي اختي السمراء في سمرة ارياف صفاقس الابية …نائب رئيس البرلمان الشرعي …هادئة بلا جعجعة…مصممة مؤدبة دون قلة حياء مزايد …لو لم تفعل في عمرها السياسي غير الوقوف امام دبابة الانقلاب في ليلة صيف قائض لكفاها ذلك شرفا …
لم يزغردن ولم يلوحن بمناديل الوداع الباكية …كن يصرخن ملء عنان السماء : يسقط الانقلاب …كانت اصواتهن اصوات نساء بالضبط لا نصف اكثر ولا نصف أقل …يسقط الانقلاب امام اعوان مأمورين يصمتون خجلا في ليل شتاء بارد، ولكنه ساخن بعزة الرفض …
سيكون نصر …سيكون نصر ….هذه أرض نساؤها لا ينمن على ضيم …أحبكن …واكره الانقلاب ….