هناك مجهودات يبذلها في صمت الاتحاد العام التونسي للشغل و امينه العام بالذات السيد نورالدين الطبوبي لمعالجة وضع سياسي قد يعصف بوضع اقتصادي في أحلك مراحله .
وعي المنظمة الشغيلة بكارثية الاوضاع المالية و توازناتها المختلة و احساسها بانتظارات الفاعلين الاقتصاديين داخليا و خارجيا هو وراء الجهد الماراطوني الذي ننتظر ان يفرز حدا ادنى من تسوية سياسية مرحلية تتجاوز وضعية الهذيان و العبثية التي يمارسها جزء غير يسير من الطبقة السياسية .
جزء من التوتر غير العقلاني الذي يبديه البعض احيانا من المنظمة الشغيلة قد نتفهمه من بعض القوى المحمولة على الثورة كرد فعل على ما يراه بعضهم من تصريحات بعض القيادات النقابية التي تنطلق احيانا من مواقفها السياسية (قيادات نقابية ذات نسغ يساري vs قيادات من ائتلاف الكرامة ) و هذا يمكن معالجته بالمعلومة و البناء على المشترك الاجتماعي الشعبي اذا حضرت برودة العقل .
لكن الجزء الاكبر من هذا التوتر تجاه منظمة حشاد قد تغذيه في احيان كثيرة فلول مرعوبة لاباطرة اقتصاد الريع و المستفيدين من منظومة دولة زبائنية يجب ان تقطع مع الفساد و اختزال التضحية على اكتاف العمال و المفقرين و الطبقات الشعبية .وجود راسمال وطني منتج و نظيف هذا لاشك فيه و لكن وجود رجال " عمايل " لا يرون في الوطن الا بقرة حلوب يجب ان تترك لهم حتى ينز ضرعها دما فهذا ايضا موجود و هم يريدونها بلادا بلا اتحاد .
الاتحاد العام التونسي للشغل ليس منظمة ملائكة او هيئة ثورية طهورية و ليس هيئة " مدعي اشتراكي " يسل سيفه على اصحاب الثروات .الاتحاد منظمة بتاريخ مركب ظلت باستمرار قوة تعديل بين الدولة الوطنية و مجتمعها و قد كانت المنظمة حاضرة باستمرار في لحظات الانقسام الحاد لتضطلع بدورها دوما في رأب الصدع الاجتماعي و السياسي وطنيا و في ابراز تونس الموحدة دوليا .
هذه المعطيات تجبر كل القوى الوطنية دوما على ان ترى نفسها في الاتحاد و ترى الاتحاد لها جميعا و هذه المعطيات نفسها تجبر كل من يتولى قيادة منظمة حشاد ان يتصرف دوما باعتباره صوت كل القوى الشعبية بقطع النظر عن انتمائه الحزبي .
سوف ندرك بعد ايام لن تكون كثيرة حجم الدور الوطني الذي لعبه الاتحاد و امينه العام في اصعب و اخطر ازمة سياسية شهدتها البلاد و عصف فيها الانقسام بمؤسسات الدولة نفسها .متفائلون بانفراج قريب للازمة ...ان صدقت النوايا .