بلوغ سلطة قائمة مرحلة الخوف من المفكرين ومقالاتهم علامة دالة على هشاشتها وانتهاء عمرها . حين طلب من الجنرال ديغول القاء القبض على الفيلسوف سارتر اجاب انه لن يقدم على " سجن فرنسا " …
البروفيسور ابو يعرب المرزوقي الذي لا يكف عن التعبير عن افكاره وموقفه من المشهد السياسي والذي أعمل مشرطه الفلسفي في جميع النشطاء حكما ومعارضة بمن فيهم الرئيس الاسبق منصف المرزوقي و النهضة وصولا الى مواطنون ضد الانقلاب و جبهة الخلاص ..هو مفكر يجب الاستماع اليه لا ملاحقته أمنيا …
هذا الاستاذ المتميز في حفرياته الفكرية منذ جلسنا اليه طلبة في قسم الفلسفة بين منوبة و 9 افريل نقرأ عنه صولاته في هندسة اقليدس و فتوحات الدرس الابيستيمولوجي و نأخذ عنه في فلسفة السياسة والاخلاق رؤيته في الاجتماع الخلدوني ...هو مفكر لم نسلم ونحن في هذا العمر المتقدم من نقاشه لنا و تشريحه لرؤانا ومواقفنا بروح الاستاذ يقرع تلاميذه ولم يضايقنا ذلك بل زادنا فخرا و فتح بصيرتنا على الاختلاف الذي لا يفسد للفكرة قضية …
في السياسة ناقش ابا يعرب كما شئت اما في الفلسفة متونا وهوامش و شرحا وترجمة فاصمت واستمع ..حين كان غيره يكرر درسه الملفق من فقرات الشراح حتى اصفرت اوراقه من كثرة ترديده جاهزا على اجيال الطلبة كان الرجل يفتح طريقه الخاص في التنظير بتعال وغرور له ما يبرره وسط ناقلي هوامش الهوامش على المتون . اصمت يا مستهلك بلا ابداع الا في النسخ واللصق .
ان تجرؤ على مقامه سلطة انقلاب رث بلا سيرة سياسية ولا فكرة هو فضيحة اخلاقية تجعلنا نشعر بالخجل في الانتماء الى حقبة زمنية نزلت بالوطن الى ادنى درجات الرثاثة و سلطة الجهلة …