أقدر ان النظام الديمقراطي المباشر الذي يقترحه السيد رضا المكي و يعبر عنه احيانا بشكل غير واضح رئيس الجمهورية هو مقترح ضعيف و بثغرات واضحة تجاوزتها الديمقراطية النيابية منذ وضع روسو اسسها الاولى كحل لحكم الارادة العامة بعيدا عن ازمة التجربة الاولى للديمقراطية المباشرة في الاغورا حين كان يدافع عنها السفسطائيون في مواجهة النخبوية الفلسفية السقراطية ....
لكن ازمة الديمقراطية النيابية التي ظهرت بعد ذلك قد وجدت لها حلول تذهب أكثر الى توزيع السلطة عبر ابتداع الحكم المحلي ...و تقديري ان تفعيل الباب السابع سيكون الخطوة الاخرى في انتقال تونس نحو ديمقراطية فعالة لن نبتدع فيها العجلة بل سنتدارك فيها فواتنا التاريخي عن غرب متقدم قطع مع الاستبداد و استقرت فيه الحرية و حكم الناس لأنفسهم.
بدا السيد رضا المكي على عكس ما تصور البعض ضعيف الحجة في اطروحته رغم اهمية ما يطرحه من اسئلة في نقد الواقع ...دعنا نفكر في سياق دستور مهم كتبته تونس و مازالت لم تفعله عوض ان نحلق في فراغات اليوتيوبيا العقيمة.