مظاهرة الشارع الديمقراطي بقيادة جبهة الخلاص تتحرك من الباساج الى شارع الثورة وصولا الى المسرح ...بقاء الشارع حيا لتأكيد كذبة المشروعية الشعبية للانقلاب هو مسألة مهمة رغم ما يبديه البعض من نقد لهذا الاسلوب....الشارع الديمقراطي هو شارع مواطني مدني يواجه انقلابا يملك القوة الصلبة للدولة ويمارس ابشع مظاهر توظيف القضاء العسكري والعدلي في ملاحقة الديمقراطيين ويوظف كل ادوات العنف الرمزي وطيف واسع من الاعلام لتزييف الوعي ويمارس كل اشكال الهتك والسحل القيمي على كل من يطالب بالحرية والديمقراطية التي تم ترذيلها بموجة شعبوية عاتية ...من المؤكد ان ابتداع الاشكال النضالية وتطويرها امر مطلوب لكن التظاهر العلني ورفع الصوت والقبضات في وجه الانقلاب هو ارقى اشكال النضال في زمن الشعبوية والفاشية الجاثمة على البلاد …
لاشك ان التوعك الصحي للأستاذ نجيب الشابي لم يسمح له بكلمة مطولة لإبلاغ صوت جبهة الخلاص وسقوفها الحقيقية كممثلة للرقم الاساسي في الشارع المناهض للانقلاب ولكن تدخل الصديق جوهر بن مبارك قد تدارك الامر ووضح في رسائل حاسمة السقف السياسي لشارعنا الديمقراطي كما تمت بلورته على امتداد الاشهر الكفاحية الماضية : أولا التمسك بالإسقاط الكامل والناجز للانقلاب دون تسوية او حوار تحت سقف 25 و 117 …ثانيا التمسك الكامل بدستور 2014 واعتبار الدفاع عن الشرعية هي الطريق الاوحد لعودة المسار الديمقراطي بأنيابه ومخالبه في مواجهة المنقلبين عليه …
ذاك هو الطريق الذي يميز الشارع الديمقراطي المقاوم للانقلاب في مواجهة فاشية عبير موسي التي تعارض قيس سعيد لتحريضه اكثر على ترسيخ ديكتاتورية استئصالية دموية يسلم فيها ثمرة انقلابه لمنظومتها النوفمبرية ولقد كانت الاجابة عليها من جوهر اليوم ردا على وشايتها الرخيصة وتحريضها " البوليسي " كعادتها على جبهة الخلاص ….رغم اننا احتقرناها في السابق لكن كان يجب اليوم ان تاخذ ردنا على قفاها وقد حصل .
كما كانت الاجابة الموجهة الى بؤر الوظيفيين النائمة في المنظمة الشغيلة امرا ضروريا و في مكانها فقد احترف هؤلاء مهاجمة الديمقراطيين و مغازلة الفاشية والشعبوية منذ انطلاق شارعنا الديمقراطي في مقاومة الانقلاب ولم يراجع احد من هؤلاء الوظيفيين عداءه لشارعنا الديمقراطي رغم هذه الهجمة الشرسة التي يتعرض لها اتحاد الشغل من سلطة انقلاب يصر الوظيفيون النقابيون على اعتباره خصما ثانويا بالمقارنة مع الشارع الديمقراطي وجبهته التي اصبح هؤلاء الوظيفيون يرونها " العدو الرئيسي " .
هذه رسائل التاريخ لا يعنيها كثيرا حساب السياسة لكنها رسائل سينصفها التاريخ و ستؤكدها السياسة ولا عزاء للشعبوية السوداء وحلفائها الفعليين من فاشية و وظيفية لا يختلفون مع الانقلاب الا في سقوف استئصال الحرية والثورة والديمقراطية .