تحت الشمس و فوق الارض تحركنا انا و الصديق جوهر بن مبارك عندما كانت تونس في الشهرين الماضيين منشغلة بتشكيل حكومتها بعد انتخابات رئاسية و تشريعية رأينا ان الناس قرروا فيها ضمنا او علنا تغيير المعادلة على قاعدة تسوية وطنية يكون فيها لمسار 14/ 17 مكانه الرئيسي دون اقصاء لمن جعل نفسه تحت سقفه و بفرز لا يخجل من اعلان سقوفه في مقابل من يريد التمسك بمسارات الاستبداد و الفساد و اعادة انتشارهما لتبقى الغرف المظلمة هي المقررة لمصير البلاد مشدودة لمصالح تقاسم النفوذ من وراء ظهر الشعب بما يخدم نزوات و رغبات محلية او خارجية .
لم نتردد في اعلان سقف وخلفيات مبادرتنا: حكومة " خط ثوري " او لنقل (تخفيضا للسقف) حكومة انتصار لانتقال ديمقراطي تنجز اجتماعيا واقتصاديا وتدعم مكاسب الحرية والكرامة واستقلال القرار الوطني وتعيد للشعب ثروته وثورته وتتمايز دون خجل عن الفاسدين والراغبين في استعادة الاستبداد والاقصاء والاستئصال ولكن هذا السقف اخذ بعين الاعتبار مطلب الوحدة الوطنية مع كل من يرغب في الدخول تحت سقف ثورة الحرية والكرامة ايمانا منا بأن ثورة ناجحة وديمقراطية مستقرة يقتضيان تقليل المتضررين منهما.
فرح أنصار الثورة والانتقال وما غمروا به المبادرة من امل ومساندة كان تعبيرا على رغبة شعب ينعتق باستمرار ويريد ان يرى نفسه يقرر مصير بلاده عن طريق ابنائه في العلن ليغلق نهائيا ابواب الغرف المظلمة وفهلوات اللوبيات والسياسيين الذين يقررون مصير الوطن بالمناورات والتسويات تحت الطاولة.
ضمن هذه الروح نفسها لتحمل المسؤولية الوطنية لو كتب لنا ان نعيد التجربة في اجواء تشكيل حكومة الياس الفخفاخ فلن نتردد ولكن ذلك سيتم مرة اخرى في العلن وفوق الارض وتحت الشمس وسنؤكد ان ذلك من اجل شعبنا وأنصار الثورة والانتقال.
حتى لا يتم ذلك وهو مازال لم يتم تستشرس قوى وأذرع ومخالب اللوبيات والغرف المظلمة وتبدأ معركة استهدافنا ...انه الرعب من ان يكون الشعب مرة اخرى شريكا في تقرير مصيره ...كونوا على وعي برعبهم وقذارتهم اما نحن فلن نخافهم حين نقرر مرة اخرى تحمل مسؤوليتنا الوطنية.