خلطة قليل من يسار وظيفي وكثير من نوفمبرية ثورة مضادة . خط فرانسيس واسلوب طلاين : ضد الخوانجية والمرزوقي في السياسة ومافيوزية التمييع الطلياني في الترفيه. رؤوس اقلام سريعة حول مسيرة مشهد اعلامي .
أولا : هذه ملاحظات حان وقتها بعد عشرية نصب فيها "الاعلام" نفسه وهياكله (كما فعل اتحاد الشغل ) قبة خضراء مقدسة كل من ينقدها هو خوانجي ضد حرية الاعلام وهو نهضة يريد ممارسة وصاية على الاعلام ...الان : الجميع في حالة سراح مؤقت ولا احد يمسك السماء على رأس احد .
ثانيا : اتحدث عن الاعلام " السائد " وهياكله اذن لا فائدة من تذكيري بوجود شرفاء كثيرين في الساحة الاعلامية عملوا ويعملون من أجل اعلام حر وديمقراطي ونصير للانتقال والثورة و مدافع عن تعددية الآراء والتعبير وتعددية المنابر .
ثالثا : نميز بين ما يصل في الخط التحريري العام والمحصلة الاخيرة للمشاهد والمستمع والقارئ بعد توجيهه وتمحيصه من رؤساء التحرير ومديري المؤسسات وما يتم تسويقه من عدد من المحللين وهي محصلة مضادة للثورة والديمقراطية و مرذلة للانتقال ومثيرة للاحتراب ومفسدة للتسويات ؛، وبين ما يبذله الصحفيون الميدانيون وفي الديسك وغرف الاعداد والشبان منهم بالخصوص لصناعة مادة اعلامية مناصرة للثورة والديمقراطية لن تجد طبعا طريقها الى المتلقي بعد ان يتم تكييفها من المشرف على الخط التحريري ومن الكرونيكور المشدودين في العادة الى خيارات مصادر التمويل من لوبيات النوفمبرية والثورة المضادة والكولونيالية .
رابعا : نميز داخل الجسم الاعلامي بين "الصحفيين البشر " من شباب وشابات تونس الثورة والديمقراطية الطامحين الى مشهد اعلامي حر وتعددي وبين " الصحفيين / الماكينات الخفية " و" ماكينات الهياكل العميقة " التي تشرف بعقلية يساروظيفيتجمعية على " سلامة المشهد الاعلامي " من كل تسرب سواء بملاحقة " الاصوات النشاز " ووضع الخطوط الحمراء والوقت المحدد لنشوزهم المقبول أو بمنع نشأة المؤسسات الاعلامية الحرة وتجفيف منابع تمويلها او اعتمادها وتكليف الهايكا ( هيئة تشخيص مصلحة اعلام الثورة المضادة ) بهذه المهمة بعد ان تم التحيل على المرزوقي واختراق محيطه وتعيين السنوسي مرشدا عاما للإعلام التونسي .
خامسا : لا ننسى المحاولات الجنينية لضمان التوازن في الاعلام التونسي السائد اثناء فترة " الترهدين التوافقي" بين النهضة والقديمة مع استمرار علو الصوت اليساروظيفينوفمبري والهرسلة المهنية الذكية للأصوات الممثلة للثورة والانتقال الديمقراطي للحفاظ على الخط السائد .
سادسا : لم يكن الاعلام التونسي في خطه السائد اكثر من اداة وظيفية لتهيئة لحظة محاصرة الثورة والديمقراطية التي تمت بين 2013 و 2014 ثم الانقلاب عليها يوم 25 جويلية 2021 ولذلك يصعب ان نجد الدموع لنبكي اليوم مع من سرق المصحف امس.
سابعا : لن تعود تونس لمسارها الديمقراطي دون مصارحة حقيقية ونقاش عميق حول مكانة الاعلام والمجتمع المدني في الانتقال الديمقراطي وكيفية بناء اعلام ومجتمع مدني جديدين .
ثامنا : هذه الملاحظات ستضعني مرة اخرى في وضعية المغضوب عليه من اباطرة الاعلام التونسي السائد فاعلين وهياكل وستخرج تهم اننا "باراشوكات نهضة" واننا من جماعة " مانيش نهضاوي ولكن " ...هو والله مش صحيح انا فعلا كائن حداثي ومغروم بالديمقراطية والاعلام الحر ... اما اوكي..وعرضولي في الدورة.