داخلة خارجة ...داخلة خارجة ...داخلة خارجة
مع كامل تفهمنا او عدمه للمشهور لطفي العبدلي في بكائه الاخير. اريد ان اقول ان مضايقات اكبر تعرضنا لها مع كثير من النشطاء من جهات اكبر من النقابات الامنية حتى ؛ ولم تدفعنا لا الى البكاء العلني ولا الى ترك ابنائنا صغارا والذهاب الى الخارج ..
علاش ؟ …
لأسباب عديدة :
اما لأننا لا نستطيع الذهاب الى الخارج بسهولة لأن هناك مطار و ديوانة وامن لا يسمح لكل احد بالمغادرة او لأننا لا نستطيع ضمان ميزانية للعيش في الخارج واخرى ليعيش الابناء في الداخل .. او ببساطة لأنه ليس بالضرورة ان نترك البلاد بسهولة لمن يضايقنا لأننا ببساطة بهاليل هذا البلد فعلا ... نصمد ونضايق من يضايقنا بالكفاح من اجل الديمقراطية ومن اجل وطن للجميع يليق بنا كبهاليل احرار …
في الخلاصة :
شوف سي لطفي ..هل رأيت ؟ : نحن البهاليل الفقراء ممن ابتلانا الله بدودة الرغبة في التعبير الحر وممارسة التدخل في شؤون بلادنا العامة ( ممارسة السياسة ) ؛ نحن البلا قدرة على مغادرة البلاد؛ تصبح الديمقراطية بالنسبة الينا مطلبا حيويا اي مصلحة شخصية....ايه ايه مصلحة شخصية اما افهم اش معناها مصلحة شخصية .... بمعنى انها شرط لنشعر اننا في وطن يستحق ان نعيش فيه..... ولهذا نلقي بأنفسنا في المعركة من اجلها رغم اننا لم نستفد منها لا في الحكم ولا في الريع المالي الذي تحققه الشهرة في الاجواء الديمقراطية...
لم نستفد من الديمقراطية الا بصفتنا بهاليل احرار ...ايه الحرية : مصلحة شخصية .كي تبدا حر حتى كانك بوهالي وزوالي تحس روحك تملك الدنيا الكل ...هكذا قال روسو ..قريت روسو ؟ مش مشكل اما قال هكا...
كنا عشر سنوات ديمقراطية. نتفرج دون ان يكون لنا منها ربح...نتابع ونتكلم وربما ننقد او نساند في مشهد يتداولون فيه هم وحدهم. وانت منهم يا لطفي. على الحكم والمصالح ومنافع المعارضة والتهريج، ولكننا نقول : مش مشكل ...الفايدة نحسو بأنفسنا بهاليل احرار والمهم ان تداولهم على منافع الديمقراطية يتم بنصوص وقوانين ونحن نشعر كبهاليل اننا احرار ومواطنون ...اعطينا يتغرمولنا بالديمقراطية واكهو ...ايه ايه فازة كلام دخلتها ...جات مواتية ..
لذلك يا لطفي. عندما تم الانقلاب على تلك الديمقراطية خرجنا للدفاع عنها كبهاليل احرار ...انت لا ...رغم انك انت مستفيد منها اكثر منا ...اش تحب تعمل احنا بهاليل ديمقراطية ...واصلا الي خرجوا اول ناس ضد الانقلاب هم اكثر الناس الي ما استفادوش من الديمقراطية حكما وشهرة و ريعا ماليا متاع اعلام وجمعيات تفتقت في الديمقراطية وانت منهم ...خرجوا كان البهاليل …
طبعا خرجنا كبهاليل، ولكن طبعا القينا اللعنة في سرنا على من حكم وفشل ومن عارض وعبث حتى تم الانقلاب على الديمقراطية ..قلنا في سرنا : باهي هكا ؟.... هاكم حكمتم واستفدتم من الديمقراطية وهردتوها ... و انتم هاكم عارضتم وعبثتم واستفدتم من الديمقراطية وبعد فرعستوها ... و انتم النوع الثالث هاكم تمتعتم بالإعلام الحر وامواله تنشيطا وتحليلا وتمثيلا وتهريجا ...حتى خليتوها كلكم ..كلكم ...خليتوها ديمقراطية غير قابلة للاستمرار فحصل الانقلاب ...لكننا ورغم هذه اللعنات خرجنا كبهاليل لمقاومة الانقلاب و الدفاع عن الديمقراطية ..هكذا نحن.... بهاليل ديمقراطية ...حتى لا يبكي احد ...حتى لا تبكي انت يا لطفي رغم انك زغرطت للاستبداد ...كنا متوقعين كبهاليل ديمقراطية و عندنا حجرة المس و الاستشراف انك انت وغيرك ستبكون يوما ....
سألني مرة صديق من مساندي قيس سعيد بعد الانقلاب : انت والامين البوعزيزي و غيركما علاش ضدنا وضد انقلابنا .؟؟تي انتم ما كنتوش مستفيدين منها هالديمقراطية المحنونة ...تي انتم كنتم تنقدون المسار وتعثره وفساده وعدم ثوريته اذن المفروض ان 25 استجابة لنقدكم ؟ ...قلت له نحن بهاليل ديمقراطية لا نحب الانقلابات، حتى لو كانت ستطبق افكارنا ... اكيد انه قال في سره : ملا بهاليل فعلا ...لكن لا يهمني.
هل رأيت يا لطفي .؟؟؟؟..انت وكثير مثلك ...سياسيون واعلاميون و مشهورون ...استفدتم من الديمقراطية وحدكم حتى تركتموها مهزلة ...وحين جاء انقلاب عليها قلتم له نعم ...نحيها راهي ديمقراطية مهزلة ...ثم عندما يصلكم الاستبداد وهو النتيجة الطبيعية تتركوننا ببساطة في بلد بلا ديمقراطية... بعد ان تشجعوا الاستبداد حتى اذا ازعجكم تقطعون الى بلدان الديمقراطية…
اذا الحكاية مش فازة اخرى لخدعتنا كبهاليل ديمقراطيين. اريد ان اقول لك يا لطفي نحن لا نشفق عليكم ...كلن يعني كلن ....غادروا او لا تغادروا ...ديجا انتم لاباس عليكم ...غادرتم ام لم تغادروا ...انتم اولجتموه في كل وضع. ( من الايلاج وترجمها بالدارجة ) ...اكلتم من قصعة الحرب وقصعة السلم...صليتم في ولاية علي و جلستم على مائدة معاوية .....
نحن بهاليل الديمقراطية هانا قاعدين هنا احنا ...لن نبكي مهما ضايقونا وخنقونا ...ولن نقطع هناك ...نحن بهاليل هذه البلاد في كل عقود استبدادها حتى نذهب الى دار الحق يا لطفي. ....الباقي اموركم ...يقول المثل منكم لبعضكم ....بين كذا بين كذا ...لا احب استعمال الامثال العرقية ....