يجب ان نجعل مقاومة الانقلاب اقوى بأن نضيف اليها وعي الانقلاب ( استعارة ماركسية)
ثنائية الكذب والقوة ..تلك هي الاداة التي اعتمدتها قوى مضاددة الثورة على امتداد العشرية في الانقلاب المتدرج على المسار . الكذب بماهو الصياغة المزيفة للسردية التي تتلخص في مقولة "العشرية السوداء"( الارهاب والفساد والهيمنة على الدولة ) و نسبة الحكم الى غير من ظل يحكم فعليا بعد الثورة كما قبلها ( السيستام واذرعه الوظيفية ) من داخل الادارة ومن خارجها عبر ما سيسمى بقوى المجتمع المدني .
كانت الية الكذب ناجعة وفتاكة نظرا لاختزال المسار المستهدف في النهضة ليتم من خلال استهدافها ازاحة كل شروط الديمقراطية وهو شرط الاستقواء على السيستام بالاغلبية الشعبية التي يعطيها الصندوق…وقد تم تدريب فريق من الاعلاميين والسيطرة عبرهم على كل الساحة الاعلامية بحيث اصبح مفتاح " صناعة الراي العام " و ادمغة الناس عند غرفة متجانسة ( لدينا معطيات دقيقة عن كيفيات صناعة المشهد الاعلامي والخبرات الدولية التي اسهمت فيه) .
القوة هي بالذات استعمال ادوات العنف الشرعي للدولة في محاصرة المسار وقواه الجديدة وعلى رأسها النهضة وسياقها باعتبارهما شرط الديمقراطية كانت ادوات العنف الشرعي الى جانب القوى المضادة للمسار في كل منعرجات الصراع بين القديم والجديد عبر جدلية ملاحقة خصومهم والسكوت على ملفاتهم التي تجتهد القوى الجديدة احيانا في فضحها .
كل الوقائع تؤكد على عكس ما نجحت في اثباته الية الكذب ان الثورة لم تدخل الدولة وان ادوات القوة ظلت عند القديم او اذرعه الوظيفية .كانت "عيطات" الامن الموازي و قضاء البحيري اساليب مسرحية متقنة و ذكية في القاء القنابل الدخانية للتعمية على الواقع الحقيقي لمؤسسات الدولة التي ظلت وفية للقديم الاستبدادي عبر تغيير ولائها للوظيفيين الذين كانوا على امتداد عشرية كاملة هم المستفيدين الفعليين من ادوات العنف الشرعي للدولة وقد استخدموا هذه الادوات بذكاء و مهارة على الجديد وصولا الى استعمال هذه الادوات الشرعية للانقلاب نهائيا على المسار بالقوة العارية بعد ان تبين ان استمراره يجعل الصندوق الديمقراطي باستمرار لصالح الجديد رغم نجاح القديم الفاشي والوظيفي في استمرار المسك بالدولة عبر اليتي الكذب والقوة .
جاء الانقلاب تعبيرا عن يأس القديم من امكانية استمرار ثنائية الكذب والقوة في محاصرة المسار الثوري مادام لهذا المسار هامش ديمقراطي ولو شكلاني . لذلك كان لابد من الاستعمال الواضح للقوة ( مدرعة امام البرلمان ) والاستعمال الواضح للكذب ( تزييف الفصل 80 وصناعة سردية مشروع 25 جويلية عبر تسمية الانقلاب بتصحيح المسار ).