هناك الان اخبار تروج منذ قليل حول انفجار سيارة الفيلسوفة والباحثة الشابة داريا ابنة المفكر الاستراتيجي الروسي من اصل اوكراني ألكسندر دوغين ...الواضح ان المقصود كان هو والدها دوغين الذي كان من المقرر ان يرافقها في السيارة ..الخبر في انتظار التأكيد .
ألكسندر دوغين المفكر الاستراتيجي وهو عند بوتين بمثابة صمويل هنتغتون عند بوش والمحافظين الجدد. . " دوغين يكتب وبوتين يطبق " هذا ما يقال في ساحة الفكر السياسي والاستراتيجيات .وكتبه مقررة بأمر من تلميذه ومريده بوتين في اكبر كليات العلوم العسكرية و السياسية الروسية …
دوغين هو فلسفة روسيا الجديدة ما بعد الاتحاد السوفياتي و منظر الأوراسية. يستحضر بشكل قومي محافظ المَوْرُوث الثقافي الرّوسي للمسيحية الأرثودكسية والارث الامبراطوري البلشفي، لنَقْد الليبرالية و "ما بعد الحداثة" بعد هيمنة القطب الأمريكي الواحد .
وصف "دوغين" "ميخائل غورباتشوف" بالمرتدّ والخائن لوطنه، حيث ساهمت البيريستروكيا (الاصلاح مع غورباتشوف ) في تدمير الإتحاد السوفييتي وهيمنة امريكا.
"ألكسندر دوغين"نقد نظريات الحداثة وما بعدها كمرجعية من مرجعيات الليبرالية المعاصرة التي "تُرَوّج للشذوذ والعبثية الفوضوية " كما يقول وظهر كمحافظ يقترب بشكل غريب من المحافظين المسلمين وهو من المعجبين بتجارب زعمائهم مثل الخميني .
نقد بعض اصدقائه الماركسيِّين السابقين، مثل مُؤَلِّفَيْ كتاب "الإمبراطورية" (2000)، أنطونيو نيغري ومايكل هارت، واعتبرهما من الواقعين في فخ "ما بعد الحداثة" المُعَوْلَمَة وفلسفتها في "حقوق الإنسان الفرد "عوض حقوق وحُريات المُواطنين والمجتمعات والشّعوب والامم واهمال فلسفة الحقوق الفردية الليبيرالية كل بُعْدٍ ثقافي وحضاري وتاريخي.
"ألكسندر دوغين" هو منظر "الأوراسية"، أي تعزيز العلاقات بين الجزء الشرقي من أوروبا وجيرانه من آسيا، لتأسيس تحالف بين روسيا والصين والهند وإيران وتركيا وريثة الدّولة العثمانية،لِكَبْح جماح ما يسميه الإمبريالية الأمريكية التي تمدّدت في البر والبحر والجو، كمُنطلق لنهاية التاريخ الإمبريالي الأميركي المعولم.